لذلك ليس لك الحق يا صديقي أن تحكم على ضميري كما انه ليس لي الحق ان اتدخل فيما تستحسنه أو تؤمن به، فانا لم أوجد في هذه الحياة لكي أفعل ما يُرضيك وأخضع لفكرك واعمل ما يُريحك، كما أنك أنت أيضاً لم توجد في هذه الدنيا لكي تحقق لي أحلامي ولا تمنياتي ولا تقنع بأفكاري وتستحسن إيماني الشخصي وتقيس أفكاري على أفكارك حتى يحدث تطابق، الديان واحد من سيُدينني ويُدينك، فليس للعبد ان يُدين العبد رفيقه، ولا حتى يُدين عبد غيره، هو لمولاه يثبت أو يسقط، ولكن حق الصداقة بينهما يجعل كل واحد فيهما مُعين للآخر عند الحاجة دون أن يتخطى أحدهما حدوده ويقتحكم فكر الآخر أو يحكم على ضميره أو يجعله خاضعاً لهُ قسراً، فليس فينا أحد يحتكر الحق ليكون هو مصدره.