عذاباته و قطع رأسه
ذكر مكسيميانوس قدّيس الله بالعذابات الموقَعَة،منذ بعض الوقت، على القدّيس أنثيموس المعيَّد له في 3 أيلول. أجاب بنتولاون أنّه اذا كان شيخ قد أبدى شجاعة هذا مقدارها فبالأولى يقوى الشّبّان المؤمنون في التّجربة. لا الاطراءات ولا التّهديدات زحزحت القدّيس عن عزمه. اذ ذاك اسلمه الطّاغية الى التّعذيب. أُوثِق الى قائمة ومُزِّقَ جنباه بأظافر من حديد ثمّ كُوِيَت جراحه بالنّار فكان له الرّبّ يسوع معيناً. عرِّض لأنواع شتّى من التّعذيب وألقي للوحوش فلم تقربه بأذى. سأله مكسيميانوس عمَّن أتى به الى الايمان المسيحيّ فلم يتردّد القدّيس عن ذكر اسم هرمولاوس، معلّمه، اذ كان قد تلقّى كشفاً من الله أنّ السّاعة حانت لكليهما أن يعترفا بالمسيح ويتكمّلا بالشّهادة. فلمّا قضى هرمولاوس ورفيقاه أدّعى الامبراطور، وقد أحضر بنتولاون لديه، أنّ الشّهداء أذعنوا وضحّوا فلم تنطلِ الحيلة عليه بنعمة الله. اذ ذاك أمر الملك بقطع رأسه والقاء جسده في النّار. في الطّريق الى الموت أتاه صوت يقول له " يا خادماً أميناً، شهوة قلبك تعطي الآن لك. ها هي أبواب السّماء مفتوحة لك واكليلك معدّ. من الآن تصير ملجأً للبائسين وعوناً للمجرَّبين وطبيباً للمرضى وهلعاً للأبالسة. لذلك لا يدعى اسمك ، بعد، بنتولاون، بل بندلايمون". اثر ذلك قطع رأسه. وقيل لم يسلّمه الجنود للنّار، لأنّهم كانوا قد آمنوا بالمسيح، بل الى جماعة من المؤمنين الذين واروه الثّرى باكرام في ملكيّة أمانتيوس المعلّم. ولم تزل تجري برفاته العجائب الى اليوم.