حسد أطباء نيقوميذية
وزّع بنتولاون ميراثه على المحتاجين وحرّر عبيده وانكبّ، بغيرة مضاعفة، على العناية بالمرضى الذين لم يكن يطلب منهم سوى أن يؤمنوا بالمسيح الآتي الى الأرض شافياً كلّ علّة. بقيّة أطبّاء نيقوميذية حسدوا القدّيس. واذ اعتنى هو بمسيحيّ تعرّض للتّعذيب بأمر الأمبراطور، انتهز حسّاده الفرصة ووشوا به لدى مكسيميانوس. أحزن الأمر الملك فاستدعى الذي كان أعمى واستجوبه في كيفيّة استرداده البصر. فأجاب أنّ بنتولاون استدعى اسم المسيح فعاد اليه بصره وآمن. هذا أسخط الأمبراطور. للحال أمر بقطع رأسه وارسل في طلب بنتولاون. فلمّا وقف القدّيس أمامه أتّهمه الملك بالتّفريط بالثّقة التي أولاه إيّاها وبالاساءة الى اسكلابيوس وبقيّة الآلهة لايمانه بالمسيح ، وهو إنسان مات مصلوباً. أجاب القدّيس أنّ الايمان والتقوى من جهّة الاله الحقّ أسمى من كلّ غنى هذا العالم الباطل وكراماته. ولكي يثبت أقواله بالأفعال، اقترح على مكسيميانوس أن يجرّبه. فجئ بمخلَّع جعل عليه كهنة الأوثان رُقاهُم، أولاً فسخر منهم القدّيس. واذ ذهبت جهودهم أدراج الرّياح، رفع بنتولاون صلاته الى الله، ثمّ أخذ المخلّع بيده وأقامه باسم المسيح . الوثنيّون الحاضرون، لمّا رأوا الرّجل يطفر فرحاً آمن منهم العديدون بالاله الحقّ، فيما سعى الكهّان لدى الأمبراطور، الى التخلّص من هذا الغريم الخطر.