استشهاد الفتية ووالدتهم:
كان مصير الفتية السبعة وأمّهم مصير الكاتب نفسه. فقال أحدهم: «إننا مستعدّون لأن نموت ولا نخالف شرائع آبائنا».
قطعوا لسانه وسلخوا جلد رأسه وجدعوا أطرافه على عيون إخوته وأمّه.
أمّا هؤلاء فكان يحث بعضهم بعضًا أن يقدموا على الموت بشجاعة قائلين: «إن الرّب الإله ناظر وهو يرأف بنا ...».
أمّا الثاني، بعد مفارقة الأول، نزعوا جلد رأسه وعذّبوه كأخيه. فلما بلغ آخر رمق قال: «أيّها المجرم، إنك تسلبنا الحياة الدنيويّة، لكن ملك العالم ، إذا متنا في سبيل شرائعه، يقيمنا لحياةً أبديّة».
ثم عذّبوا الثالث الذي قال: «إني من السماء أُوتيت هذه الأعضاء، وفي سبيل شرائعها أستهين بها ومنها أرجو أن أستردّها».
ولما جاء دور الرابع وأشرف على الموت قال: «حبّذا ما يتوقعه الذي يقتل بأيدي الناس من رجاء اقامة الله له، أمّا أنت فلا تكون لك قيامة للحياة...».
وإثر تعذيب الخامس حدّق في الملك، وقال: «إنك بما لك من السلطان على البشر، مع أنّك قابل للفساد، تفعل ما تشاء. ولكن لا تظن أن الله خذل ذريّتنا. أصبر قليلاً ترى قدرته العظيمة».
ولما أشرف السادس على الموت قال للملك: «لا تغترّ بالباطل، فإننا نحن جلبنا على أنفسنا هذا العذاب لأنّنا خطئنا إلى إلهنا... وأمّا أنت فلا تحسب أنّك تبقى بلا عقاب بعد أن أقدمت على محاربة الله».
قضى الستة في يوم واحد. كانت أمّهم تشجّعهم وتقوّيهم ببسالة وشجاعة.