
23 - 10 - 2016, 08:21 PM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|
بعدما إنقضت جنازة زوجته ، وخلى البيت من الزائرين المعزون ، صعد الى غرفته ، وكان فراشه متساوياً نظيفاً ، وقد أفرغوا الحجرة من كل ما يتعلق بها ، فقد إعتنت أمه و أخواته بذلك !
و لكن روحها ، أنها هنا في مكان ما ، شعر أنه لو إلتفت سيجدها كعادتها تغسل أسنانها و تتنهد بهدوءها المعتاد،
إلتفت بالفعل و لكن الحجرة كانت خالية !
إقشعر بدنه و فتح بلكونته التي تطل على حديقة صغيرة خضراء ، يحاول أن يملأ رئتيه بالهواء ، يحاول أن يستمتع بكل أحلام يقظته التي طالما عاش في دروبها، لو تموت زوجته و يصبح حراً ، عندها سيتوقف ضميره عن تأنيبه ، لو تموت بتنهداتها و بسمتها الوادعة !
وها قد ماتت و الاحلام أضحت واقعاً ولكن شيئاً ما يقف عائقاً !
عاد الى حجرته و فتح دولابه الذي أغلقه بالمفتاح عندما همت أمه بتنظيف الحجرة ، مد يده أسفل ذلك المفرش الابيض الذي يكسو أحد الرفوف ، هنا إعتاد أن يخفي بعض النقود ، و لكن يده لمست شيئاً آخر ، ظرفاً ابيضاً مغلق !
و قرأ ..
" سأبدأ رسالتي من نهايتها ، من التوقيع ،
أنا قوادتك !
أنا من أعدك لمقابلة النساء الاخريات ، أجهز لك طعاماً شهياً و أهندم ملابسك و قمصانك البيضاء النظيفة ، أقف بالساعات أكويها و أعطرها و أصففها في رفوفها كيما تكون سهلة لتجتذبها و تمتع بها الاخريات ! أملأ سيارتك بالوقود ، أنظفها و ألمعها ، كي تصطحب فيها الاخريات !
أرتب حياتك كلها حتى تشعر براحتها و سهولتها و لا تنشغل بهَّمٍ لا حاجة لك به !
أُدربك .. كيف تسعد النساء و أحتمل أخطاءك لتتعلم منها ، أصبر و أعتذر عن أخطاء لم أفعلها .
و لكنني لست "قوادة" عن إختيار ، لست "قوادة" تغتني بمال شهوتك ! أنا قوادة لا يعلم بوجودها أحد و لا حتى أنت !
لذا .. كنت أود لو تكون أكثر حرصاً ، بل كانت صلوتي الوحيدة ، لا أن تتوب و تخلص لي ، و لكن أن يتزايد ذكاءك مع الخبرة فتخفي عني نساءك ، أصلي ان تصبح أكثر حرصاً !
ولكن النتيجة عكسية ، وأبواب السماوات موصدة ،
و حرصك يزداد تهاوناً!
فقرأت كل رسائلك للنساء ! و رأيت كل نظراتك تدفئ أجسادهم ! سمعتك تهمس في التليفون بعد منتصف الليل و كلنا نيام !
شممت عطورهن جميعاً في أقمصتك( قمصانك) ، عطور لا تزول بالغسيل و الكي ، فأصبحت أعطرهم و مازلت أتشمم عطورهن !
إني و لسنين أراقبك كل يوم ، كل يوم ! لو تلفتَّ مرة لوجدتني خلفك !
و لكني صَمَتُ لأني أحبك ، أرتعب لو تتركني !
ألا يجعل هذا مني .. قوادة !
أتدري أني كنت أعلم كل شئ !
نعم أعلم عن تلك القطرات في كأس الماء .،
في البداية ، ظننته منوماً لتسعد بلحظاتك في غفلتي ، و لكن آلاماً بدأت تمزق معدتي ، ففهمت ،
أكنت تعلم أني فهمت ؟!
و تركتك تدس السم ، أكنت تعلم أني تركتك ؟!
قلت أموت ، فأنا على كل حال .. أموت!!
....
توقيع
زوجتك المخلصة .
|