وأورد القدّيس غريغوريوس بالاماس في شأن سماع هيرودوس ليوحنّا بسرور. قال: "ما كان يقوله الإنجيلي مرقس إنّ هيرودوس كان يسمع ليوحنّا معناه: في الأدوية يحصل ما يناقض التّعاليم الرّوحيّة. نشعر بمرارة الدّواء لكنّنا نتناوله بداعي فائدته. أمّا فيما يتعلّق بالتّعاليم الرّوحيّة فهي عذبة لكنّ الذين يشتعلون بالرّغبات الشّرّيرة لا يتقبّلونها بسبب عداوتها لهم. ربّما كان هيرودوس يسمع له في البداية (مرقس ٢٠:٦)... لكنّه كره التّوبيخ فنسي النّصائح الأوّليّة واتّفق مع هيروديا من أجل القتل. وكان يخاف من الجمع (متّى ١٤:٥) لا بسبب إمكانية ثورتهم بل بسبب مجرّد حكمهم عليه، لأنّهم كانوا يعتبرونه نبيّاً. كانت فضيلة يوحنّا مشهورة وكان هيرودوس يحبّ المجد فخاف من حكم الجمع، لذلك كان يقدّم المديح ليوحنّا ظاهريّاً.