إنسّ الماضى
أيها القارىء العزيز..
هل أنت ممَن يقيمون وزناً لكلمات الناس الجارحة والقاسية؟
هل تختزن ذكرياتك المؤلمة بداخلك إلى أن أصبحت جبلاً يحاصرك؟
هل يقف الماضى حائلاً بينك وبين الشعور بحب الرب لك؟
هل عجزت عن التغلب على كل الجروح التى بداخلك؟
هل تعرضت لجرح عميق فى مشاعرك ولا تعرف كيف تتغلب عليه؟
إذا كنت تشعر بكل هذه المعاناة نفتح لك باباً جديداً للأمل..
باب ترى منه الرب وحبه لك وسط الأشواك والمعاناة..
اقرأ معى ما تعلنه الكلمة فى رسالة القديس بولس إلى كنيسة فيلبى(13:3)
"أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسى أنى قد أدركت ولكنى أفعل شيئاً واحداً إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام"
المحبوب فى الرب..
الرب لا يريدك أن تسير فى الحياة وأنت تحمل أحمالاً من الهموم والأحزان والذكريات المؤلمة..
مَن منا يقدر أن ينسى الماضى بما يحمله من معاناة؟
ربما حاولت أن تتخلص منه ولكن تجده يحاصرك ويفرض نفسه حتى يصبح حملاً ثقيلاً عليك..
ولكننا اليوم نحاول معك أن تجد طريقاً للتخلص من كل أثقال وأحمال الماضى..
1-إنسّ خسارة وفقدان الماضى..
نحدثك عن جميع أنواع الخسارة..
خسارة ماديّة..معنوية..وخسارة روحية
ربما بعد أن كنت تحب أن تخدم تجد أن خدمتك يوماً بعد الآخر تقل وبعدما كنت تحب أن تجلس مع الرب تجد نفسك تدريجياً تبتعد عنه وبدأ رصيدك الروحى يتآكل..
أو لعلك تعانى من قسوة ظروف الحياة وأصبحت لا تقدر أن تتحمل أعباءها التى تزداد على عاتقك يوماً بعد الآخر..
أو ربما تكون خسارتك فى حياتك العائلية التى لم تسر وفق الصورة التى كنت تحلم بها
هذه كلها أنواع من الخسائر التى قد تمر بك فى الحياة..
تُرى ماذا تفعل؟؟..
كم من نفوس وهى تقرأ هذه الكلمات تتحسر على ما مضى؟
كم من نفوس يملأ قلبها إحساس بالمرارة من قسوة ما مضى؟
كلنا نتذكر قصة الابن الضال الذى"أنفق كل شىء"-(لوقا14:15).
أى أنه فقد كل رصيده الأرضى والروحى.
لعلك أنت هكذا..
لعلك خسرت العديد من الأشياء نتيجة انفتاحك على أشياء غير مقبولة أمام الرب.
ربما خسرت صحتك..سمعتك..أصدقائك وخسرت أيضاً سعادتك.
المحبوب فى الرب..
على الرغم من كل هذه الخسائر ومهما كان نوعها لاتعط لإبليس تلك الفرصة لكى يدمرك ويحطم كل حياتك..
لا تردد أن هناك خسارة لا تعوض..
فالرب سيعوضك عن كل ما فقدته فهو"يستطيع كل شىء ولا يعسر عليه أمر"-أى(2:42).
تعلم أن لا تنظر إلى الخسارة بل إلى التعويض لا تنظر إلى الفقدان بل ضع عينيك على الرب الذى سيعطيك بفيض..
ثق أن غداً مع الرب سيكون مليئاً بالمجد ربما ترى أن كل الأبواب مغلقة الآن وأنه لا شىء حولك يمكن أن يعوضك..
لكن هل تؤمن بقوة الرب القادرة على تعويضك عن كل ما خسرته وإن لم تعوضك ستعطيك رؤية جديدة للأمور..
القارىء الحبيب..
لا تعط أذنيك لكلمات إبليس عندما يُدخل إلى نفسك أن خسارتك لا يمكن تعويضها.
هل تذكر عندما مرضت أبنة يايرس وذهب إلى الرب يسوع طالباً شفائها وفى تلك الأثناء جاء مَن أخبره بموت أبنته..
(مر35:5)
لقد خسر يايرس أبنته ولن يقدر أن يعوضها مرة أخرى..
ولكن أتعرف ماذا حدث عندما آمن يايرس؟
لم ينظر إلى الخسارة ولكنه وثق فى قدرة الرب يسوع على تعويضه وإقامة أبنته مرة أخرى من الأموات..(مر36:5)
ثق أن هذا ما يريد الرب أن يفعله معك فدائماً هناك فرصة لتبدأ من جديد..
2-انسّ جروح وإساءات الآخرين..
.......