[Rena Jesus]

أن تدرك جيدا أنه ما عاد فى طاقتك استيعاب المزيد ،
الوجع يمتلىء حتي الحافة، لا توجد أى مساحات للتفريغ ،
الهم يثقلك حتي نهايتك. هذا هو القاع .




القاع فى لغة العاملين فى مجال التغيير هو تلك المنطقة التى تصل إليها وتشعر بعدها باستحالة الاستمرار،
أتذكر مشاركة مدمن متعافي فى إحدي مجموعات المساندة وهو يتحدث عن لحظة قاعه التى دفعته للتعافي،
فقال بعد كل ما فعلته من أخطاء وأشياء لا يدركها عقل ما دفعني للتغيير والانتهاء من كل هذا الهراء هو لحظة دفعي لصديق عمري من السيارة فى مكان مجهول وهو يموت بعدما تناول جرعة زائدة من المخدر وشعرت بالخوف الشديد من أن نقف امام أى سيارة شرطة .

فى تلك اللحظة من القاع تكره نفسك وتشعر بأنك ما عدت قادرا على تحمل المزيد، البعض يلجأ للمساعدة والبعض يغرق فى الاكتئاب أو الانتحار للتخلص من كل ذلك .

عندما تدرك شخصا واقعا فى تلك المرحلة غالبا ما تنظر إليه بيأس وتدرك استحالة تغييره، لكنه الأسهل فى التغيير،
فهو ما عاد قادرا على تحمل المزيد من الألم والخطأ.
هو فقط يحتاج لمساعدة حانية لا تلومه ولا تعظه،
هو يعرف أكثر منك كم الأخطاء التى ارتكبها ومدرك تماما لذنوبه، هو يحتاج لتفهم ومواجدة .

عندما تصل أنت نفسك لهذه المرحلة لا تيأس وادرك أنك بصدد التغيير، ابحث عن مساعدة، ينبت النور من وسط الظلام دوما،
اعرف أن القاع ممتلىء بالظلام والأشباح المخيفة،
أعرف أن النفق ضيقا ومخيفا لكن النور هناك فى نهاية هذا النفق،
الطريق ليس سهلا وربما كان بصعوبة ما عانيته لكنه ينتهي بالبراح والسلام .

التغيير ليس سحريا أبدا ولن يكون،
التغيير ليس جميلا كما يدعي الكثيرون،
التغيير طريق صعب لكنه ضروري للبراح والسلام .

تذكر ألا تدفع أحدا للتغيير وهو في مرحلة شهر العسل مع سلوكه الادماني وتعني مرحلة شهر العسل بمرحلة الامتيازات والمتعة سواء في علاقة أو مع مخدر،
لن يستمع في العادة إليك، ستنادي عليه وهو في واد آخر،

ربما يستمع إليك في مرحلة القاع،
إذا تلامست مع ألم تلك المرحلة وشعرت بكم الوجع ولم تلومه أو تعظه
سيذهب معك إلى باب التغيير حيث البراح والأمل.

لا تلومه بل انظر له على انه يستحق الاحترام لأنه طلب التغير
انه ياعزيزى وجع القاع .......

cpd