عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 10 - 2016, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس البار سرجيوس الذي من رادونيج

صعوبات ومتاعب:
لا أحد يعرف تماماً كيف أمضى سرجيوس سنوات انفراده ولا كم كان عددها، ولعلها سنتان أو ثلاث، عرف خلالها منتهى الفقر. كما كانت تحتف حوله وتتهدده حيوانات البرية، ذئاباً تزأر ودبباً تأتيه جائعة تبحث عن فريسة. وبقوة الصلاة ونعمة الله صمد وثبت حتى إن قصصاً تحكى عن مؤانسات كانت له وبعض هذه الحيوانات نظير آدم في الجنة قبل السقوط.
إلى ذلك، لم تترك الأبالسة حيلة إلا استعملتها لتخرجه من منسكه فلم تفلح. جاءته، مرة، عبر جدران الكنيسة وهو يصلي. اندفعت صوبه وادة لو تدك الكنيسة والمكان كله إلى أساساته، وهي تصر على رجل الله بأسنانها وتقول: "اترك هذا المكان لأنك لا تستطيع أن تبقى فيه بعد اليوم! فها قد وجدناك، فأين تهرب من وجهنا؟! وأنت أنت من يهاجمنا! إذا لم تفر من هنا فسوف نمزقك إرباً إرباً وستموتن بإيدينا..", ولما كان سلاح سرجيوس صلاته فقد هتف: "اللهم من ذا الذي يشابهك؟ لا تسكت يا الله ولا تصمت! لأنه ها إن أعداءك يضجون..." (مز1:82-2). ثم أردف: "ليقم الله وليتبدد أعداؤه وليهرب مبغضوه من قدام وجهه. كما يبيد الدخان يبيدون. كما يذوب الشمع قدام وجه النار كذلك تهلك الأشرار من قدام وجه الله. أما الصديقون فيفرحون..." (مز1:67-3). وحالما استجار سرجيوس بالسيد الإله تبددت الأبالسة كأنها لم تكن فشكر الله على رحمته الغنية العظمى.
هكذا أمضى سرجيوس سنواته الخصيبة الأولى ناسكاً يقاوم الخوف والضيق والتجارب بخوف الله، وبنعم، من خلال الهدوء الجميل والانصراف الكامل إلى وجهه ربه، بحلاوات العشرة الإلهية. هكذا تروض على تخطي نفسه إلى التسليم الكامل لله وإلى الصلاة المستمرة والنظر في الإلهيات.
  رد مع اقتباس