[Magdy Monir]

إلهنا هو إله تعويضات










منذ بداية الخليقة والله دائما ما يضمد جراحنا وأوجعنا
بل ويعوضنا عن كل ما تسبب لنا بالألم
يعوضنا بالكثير أكثر مما نتوقع
أو تتخيله عقولنا البشرية

فمثلاً نجد أمنا حواء كانت قلبها فرح بتقوى أبنها هابيل
ولكن بسبب الشر الذى كان يحمله قلب أخيه
قتل قايين أخاه هابيل
فكان الألم شديداً على حواء
ولكن لأن الله حنون أعطى حواء تعويضاً وعزاءاً
نجد أن الله عوض أمنا أحواء بأبن أسمته شيثًا
بعد أن صار لقايين خمسة أجيال من البنين

" وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا،
فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا،
قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ عِوَضًا عَنْ هَابِيلَ».
( تكوين 4: 25 )

ومثال أخر لتعويصات الله
نجد أن يوسف الصديق
حمل أخواته نحوه كل كراهية وحقد
لأجل محبة أبيه يعقوب له
فسعوا إلى الأنتقام منه
ومنهم من أرد قتله
ومنهم من رأى أن يبيعوه كعبد أفضل من أن يقتلوه
وأستقر بهم الأمر أنهم باعوه كعبد للأسماعليين
وتعرض يوسف لأى عبد لكثير من المشقات
وظلم ودخل السجن لأنه رفض الخطية
وهنا نجد عمل الله
الله بدا زمن التعويضات مع يوسف
زمن التعويضات بدأ من داخل السجن المُغلق علي يوسف
من باب السجن المُغلق فتح أمام يوسف
كل أبواب المجد والعظمة
يوسف بعد تفسيره لحلم فرعون مصر
صار حكيماً وبصيراً فى عينى فرعون
وخلع خاتمه الملكى وأهداه ليوسف

"وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ،
وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ"
(تكوين 42:41)

أصبح يوسف مسئولاً ومدبراً
على كل مصر وخزائنها
وكان يوسف فى الرتبة التالية بعد فرعون مصر
بل أن فرعون أركبه العربة الملكية
وجعل كل الشعب يسجدون أمامه
وأعطاه سلطان أن لا أحد تنزل قداه أرض مصر بدون أذنه

" وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا».
وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:
«أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ
يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».
(تكوين 43:41-44)

وبعد أن عوض الله يوسف
لم ينسى يوسف فضل الله عليه
فعندما زرقه الله بأبن أسماه منسى
لأن الله أنساه كل سنين الألم والشقاء

" وَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ «مَنَسَّى»
قَائِلاً: «لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي».
(تكوين 51:41)

نجد أن تعويض الرب ربما يتأخر
ولكنه حتماً سيأتى
الله عوض حواء بعد سنين طويلة
بعد خمسة أجيال كاملة من البنين

ومع يوسف أيضاً
نجد ان يوسف خدم سنين فى بيت "فوطيفار" رئيس الشرطة
ثم عاش فى السجن ما يقرب من سنتين
إلى أن عوضه الله فى نهاية الأمر
أذاً مشيئة الله تأتى فى الوقت المناسب الذى يراه الله
وليس فى الوقت الذى نريده نحن
علينا أن ننتظر مشيئة الله بصبر وبإيمان
الإيمان الذى يعطينا الثقة الكاملة فى وعود الله

"وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ"
(يوئيل 25:2)