- حسد الشيطان ونفي القدّيس:
استفانوس، متروبوليت نيقوميذية، الذي أضحى مساعداً للبطريرك، وكان رجل علم كثير وذا وزن في الأوساط الرسمية كبير، لما رأى ما تمتّع به سمعان من مكانة في نفوس الكثيرين، حسده وأخذ يتحيّن الفرص للطعن فيه وإخزائه.
أثار معه إحدى المسائل اللاهوتية الحسّاسة، فأعطاه القدّيس جواباً باهراً في شكل أبيات شعرية.
مما قاله له أن الكلام في اللاهوت لا يكون إلا لمن خبر الروح القدس.
هذا الجواب أثار حقد الأسقف، فعمل كلّما وسعه للإطاحة بسمعان إلى أن تمكّن سنة ١٠٠٩م من استصدار أمر بنفيه.
فلقد اتُهم بأنه يكرّم، كقدّيس، رجلاً خاطئاً هو سمعان التقي، أبوه الروحي.
فإن قدّيسنا كان قد استصنع إيقونة لأبيه بعد رقاده، وهيأ لإكرامه خدمة ليتورجية، وبقي ستة عشرة عاماً يقيم له تذكاراً سنوياً في حضور جحافل من المؤمنين.
أقام قدّيسنا في منفاه، في عز الشتاء، فوق هضبة قاحلة من ناحية خريسوبوليس. وبقي هناك إلى أن تدخّل تلاميذه والمعجبون لدى البطريرك.