- استقالته واعتزاله:
سنة ١٠٠٥م استقال سمعان من رئاسة الدير واعتزل، حبّاً بالله، في إحدى القلالي ليعطي نفسه بالكامل لسيرة الهدوء المقدّس ويدعم، بالصلاة، جهادات رهبانه كمثل موسى الصاعد إلى رأس التل.
كان قد ألف المشاهد الإلهية وخبر معرفة المستقبلات وما ستؤول إليه الخليقة.
في إحدى الليالي، صار في النور الذي اخترق كلّ أعضائه وجعله، بكلّيته، ناراً ونوراً. وإذا بصوت من فوق يذيع عليه أن هذا المجد الذي جعله يتجلّى، هو إيّاه المدخر للمختارين في القيامة العامة.
مذ ذاك، وقد ملكه الروح القدّوس وصار إلهاً بالنعمة. أخذ يخط مقالاته اللاهوتية والميستيكية.
ومع أن قدّيسنا كان قد بلغ الكمال، على قدر ما هو ممكن للإنسان على الأرض أن يبلغه، فإنّه عانى مشقّات وأتعاباً مستجدّة.