- إنتخاب سمعان رئيسًل للدير:
ورقد رئيس الدير واختير سمعان خلفاً له.
الحياة الرهبانية هناك كانت متراخية واستحال المكان مدافن للعامة. فشرع قدّيسنا، مذ ذاك، في إعادة بناء ما تهدّم إلاّ الكنيسة، كما أخذ يستنهض همم الرهبان سعياً لاجتذابهم إلى التماس وجه العلي كما عرفه هو.
كان، لهذه الغاية، يقف واعظاً كالنار ثلاث مرّات في الأسبوع. لم يكتف بتذكيرهم بمبادئ الحياة المشتركة بل نظير "امرء فقير امتلأ محبّة أخوية"، متى حظي ببركة خاصة، ركض إلى رفقة الشقاء فرحاً ليعرض عليهم ما حصل عليه، ويحثّهم على التحرّك بسرعة ليستفيدوا، هم أيضاً، من سخاء الذي أحسن إليه.
هكذا شرع سمعان يكشف لرهبانه العجائب التي تمّمها فيه ربّه مؤكّداً بقوّة أن لنا جميعاً، منذ الآن، في هذه الحياة، أن نبلغ رؤية ملكوت السموات.
هذه الرغبة العميقة في إشراك إخوته بالنعمة التي تلقّى هي التي كمنت وراء الحميمية الشخصية لكتاباته، مما لا نجد له مثيلاً عند الآباء إلا ما ندر.