- ولادته ونشأته:
ولد قدّيسنا في غلاطية بفلاغونية، في آسيا الصغرى، سنة ٩٤٩م، لعائلة مقتدرة من النبلاء. فلما بلغ الثانية عشرة أرسلوه إلى المدينة المتملّكة لمتابعة دروسه استعداداً للدخول في خدمة القيصر.
سلك في الطيش بعضاً من الوقت لكن رأف الرّب الإله به فلم ينزلق في مزالق الفساد، بل انتشله من الجب من خلال قراءات روحيّة كانت له، فشرع يبحث،على الأثر، عن رجل قدّيس قادر أن يرشده إلى الخلاص رغم الكلام المحبط الذي سمعه من المحيطين به.
قالوا عن زمانه إن رجلاً قدّيساً كالذي يلتمس لا وجود له.
رغم ذلك استمر في البحث إلى أن وجد أباً روحياًّ، راهباً حبيساً في دير ستوديون. هذا كان سمعان التقي. لكن سمعان هذا لم يشأ أن يقتبله راهباً واكتفى بإعطائه كتاب القدّيس مرقص الناسك ليقرأ.
حالما فتح قدّيسنا الكتاب طالعه القول التالي: "إذا كنت تبحث عن الشفاء فاعتن بضميرك واصنع ما يمليه عليك، فتجد المنفعة" (القول ٦٩).
للحال اعتبر وشرع في اتباع ما يشير به. قال له ضميره، محبّة بيسوع، أن يستزيد من الصوم والسهر، فأخذ يفعل كذلك.