كان مؤمن بالمسيح شابٌ يشتغل في مكان عمله الأول, وهو المناوبة الليلية في مصنع لتجميع البرادات, محاولاً توفير بعض المال للإلتحاق بمعهدٍ لتعليم الكتاب المقدس .
وكان الذين يعمل معهم أفظاظاً, فعرَّّضوه لكثير من الهزء والسخرية بسبب إيمانه, كانوا يُضليقونه في كل فرصة, حتى صارت مشاكساتهم أكثر خشونة وخسة .
وذات ليلةٍ أذاقوه من الهزء أسوأ الألوان, فمضوا يضحكون عليه ويشتمونه ويستهزئون بالمسيح . وكاد يغادر مكان عمله الى غير رجعة, إلا أن رجلاً أكبر سناً قاعداً في مؤخرة الغرفة قال : كفى, كفى ! فتَّشوا عن شخصٍ آخر تعلقون عليه .
وفي الحال تراجع المستهزئون وكفوا .
وفي وقت لاحق قال الرجل للشاب : تبين لي أنك تعاني الأمرين على أيديهم, وأردتُ أن تعلم بأني إلى جانبك .
لعلك أنت مؤمن بالمسيح وتقف وحيداً في مواجهة آخرين لا يعرفون الله, بحيث يبدو كأن الشيطان يكسب الجولات . فربما يُرسل إليك الله أخاً مؤمناً يقف بجانبك . ولكن حتى لو لم يُرسل, تستطيع أن تكون على ثقةٍ بأنه هو بجانبك .
وقد برهن الله على كونه معك بإرساله أبنه يسوع المسيح كي يموت عوضاً عنك على خشبة الصليب . وليس من سبيلٍ البتة لفصلك عن محبته وعنايته . فالآن تستطيع أن تقول بملء الثقة واليقين : إن كان الله معنا, فمن علينا ؟ .
لن يفوقنا الأعداء عدداً أبداً ما دام الله معنا حتماً .