الأصحاح 3 العدد 16
أعتراض على مرقس 3: 16-19
انظر تعليقنا على متى 10: 2-4
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى 10: 2-4 : وأما أسماء الاثني عشر رسولاً فهي: الأول سمعان الذي يُقال له بطرسوأندراوس أخوه, يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه, فيلبّس وبرثلماوس, توما ومتى العشار, يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس, سمعان القانوي ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه , ولو صحّ أن المسيح هو خاتمة الأنبياء والمرسلين فلا يكون تلاميذه أنبياء، والأمر ليس كذلك عندهم، لأن التلاميذ أفضل من موسى وسائر الأنبياء الإسرائيليين في زعمهم, ويكفي شاهداً في فضلهم ملاحظة حال يهوذا الاسخريوطي الذي كان واحداً من هؤلاء الحضرات، ممتلئاً بالروح القدس! ,
وللرد نقول بنعمة الله : تحققت كل نبوات الأنبياء الذين تنبأوا عن مولد المسيح وزمانه ومكانه وأعماله ومعجزاته وآلامه وصلبه وقيامته وصعوده, تمّت كلها بظهور المسيح الذي اتخذ التلاميذ رسلاً له، لينشروا بشرى الخلاص، فكانوا نوراً للناس، والمسيح قال لهم: مَنْ قبِلَكم فقد قَبِلَني، ومَنْ رفضكم فقد رفضني , وبذلك خُتمت النبوة،ولم يأت نبي ولا ولي بعد المسيح ورسله, بل إن المسيح حذر تلاميذه ممن يدَّعي النبوة والرسالة بعده، وقال لهم: يأتي بعدي الأنبياء الكذبة (انظر متى 24: 11), أما قوله: ويكفي شاهداً في فضلهم ملاحظة حال يهوذا الاسخريوطي , قلنا: وجود منافق في زمرة أبرار لا يقدح في عدالتهم ونزاهتهم وصلاحهم، والمسيح كان يعرف حقيقة يهوذا، ولكنه قال: دع الزوان ينمو مع الحنطة إلى أن يأتي وقت الحصاد، فيجمع الزوان للنار ويُدخِل الحنطة في المخازن, فكذلك الحال مع كنيسة الله، ففي أعضائها البر والفاجر والصالح والطالح إلى أن يأتي يوم الفصل, ومع ذلك فلما أظهر يهوذا الخيانة نخسه ضميره على خيانته، وتأكد أنه أسلم القدوس لأجل الأثمة، فلم يسعه سوى الانتحار,
قال المعترض الغير مؤمن: الذي يراجع متى 10: 2-4 و مرقس 3: 16-19 ولوقا 6: 13-16 يجد أنهم اتفقوا في أسماء 11 من التلاميذ، هم بطرس وأندراوس ويعقوب بن زبدي ويوحنا وفيلبس وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان ويهوذا الاسخريوطي، واختلفوا في اسم الثاني عشر, قال متى لباوس الملقب تداوس وقال مرقس تداوس وقال لوقا يهوذا أخو يعقوب ,
وللرد نقول بنعمة الله : ذكر متى لباوس وسمعان القانوي ولكن لوقا أورد بدلاً من هذين يهوذا أخا يعقوب وسمعان الغيور, على أن سمعان الغيور هو نفسه سمعان القانوي, وكلمة قانوي هي اللفظة العبرانية لكلمة غيور , وإذ ذاك تزول أول عقدة, ولا بد أن يكون لباوس هو يهوذا أخا يعقوب، إذ يظهر أنه كان له أكثر من اسم واحد, فعلاوة على اسم يهوذا الذي كان يُعرف به وقتئذ، كانيُطلق عليه أحياناً اسم لباوس وتداوس، ومعناهما واحد, وكانت العادة في ذلك العصر تسمية الشخص باسمين، كما نرى في مسألة بطرس: فاسمه الأصلي سمعان، ودعاه المسيح صفا وبطرس, فإظهار تناقض في قائمة أسماء الرسل لا ينشأ إلا عن تسرُّع المعترض,