في عام 1952م كان الطفل هرقل مفاكيس وعمره /6/ سنوات يعرُج، وبعد الفحوصات في المشفى تأكّد الطبيب من وجود سرطان قويّ جداً في رجله، وبأنّ ساعات حياته أصبحت معدودة. لكن إحدى قريبات هرقل طلبت من الطبيب أن يكتب له وصفة طبيّة كي تتعزّى أمّه قليلاً، وأخذت الوصفة. ولكن عوضاً أن تذهب إلى الصيدلية لشرائها ذهبت إلى بيت أحد معارفها كي تجلب من عندهم أيقونة القدّيس نكتاريوس. وأثناءها صرخ الولد لأهله: "لا تبكوا، فأنا سوف أُشفى" "كيف تعرف هذا؟!" "لقد قال لي القدّيس نكتاريوس إنّي سوف أشفى" "متى؟ كيف؟!" "لقد أتى وظهر لي بلحيته البيضاء الكبيرة ودغدغ وجهي قائلاً: "قل لجدّتك ووالدتك بألاّ يبكين، فأنا سوف أجعلك معافى" وقبل أن تصل عمّته إلى الباب قال لهم ثانية: "عمّتي قد جلبت لي معها القدّيس نكتاريوس" "كيف تعرف هذا يا بنيّ؟!" "لقد قال لي القدّيس ذلك". وبالفعل دخلت عمّته ومعها أيقونة القدّيس نكتاريوس، ورسمت بالأيقونة شكل صليب على الصبي ووضعتها على صدره، فإذا به يقوم ويمشي معافى! وعندما حضر الطبيب ليتفقّد حالة الصبي، سألهم عنه ظانّاً أنّه قد مات. فأجابه الصبيّ: "أنا هنا، لقد تعافيت". وقام الطبيب بفحوصاته وانذهل من الأمر إذ لم يعد يشكو الصبي من أيّ شيء. فتعجّب الجميع ومجّدوا الله وشكروا القدّيس. عُرف القدّيس نكتاريوس العجائبي لكثرة ما قام به من معجزات في حياته وبعد رقاده، فقد أعطاه الربّ هذه الموهبة والقوّة على الشفاء.
لقد ظلّلت النعمة الإلهيّة حياة القداسة والطهارة التي عاشها من جهادٍ، واحتمال للشدائد والصبر عليها، وطول الأناة، والسهر، والصلوات، وبذل الذات من أجل الآخرين.
وها إنّ بقاياهُ ما زالت محفوظة في دير الثالوث الأقدس في آيينا تعزيةً وبركةً لنا.