v قبل أن يذهب القدّيس إلى دير الثالوث الأقدس كانت تقيم فيه راهبة بسيطة. أرادت هذه الراهبة في إحدى المرات أن تزرع شجرة حور، فأخذت الشتلة وذهبت إلى المكان الذي تريد زرعها فيه، فسمعت صوتاً يقول لها: "لا تزرعيها هنا، ابتعدي قليلاً اتركي مكاناً لقبرٍ في هذا المكان" فلم تردّ على الصوت. فعادت وسمعت الصوت ثانيةً، إلاّ أنها لم تصغ أيضاً. عندئذٍ شعرت بيد خفيّة تدفعها إلى الوراء...وهكذا زرعتها في المكان الذي حدّده لها الصوت، وهذا كان قبر القدّيس.
الراهبات كنّ قد وضعن القدّيس في قبر آخر، إذ لم يكن قد أُعدّ قبره بعد. وبعد خمسة أشهر إذ أردن نقله إلى قبره المعدّ له فكّرت الرئيسة قائلة في نفسها، كيف سيفتحن القبر إذ لا بدّ وأن جسده قد أنتن. ففي تلك الليلة ظهر القدّيس لإحدى الراهبات وقال لها: "كيف حالك؟ فأجابت الراهبة: "حسنةٌ بصلواتك" "اقتربي منّي كي أباركك" وباركها كعادته، ثمّ قال لها: "هل تخرج منّي رائحة؟" " لا !" "هل أنت متأكدة أنّه لا تخرج مني رائحة كريهة؟" "نعم يا أبتِ، من يقول عنك أنك لست نظيفاً؟" "الرئيسة، هي تقول هكذا، انظري إليّ حسناً، ألستُ كاملاً؟" "نعم يا أبتِ". وبالفعل عندما أخرجوه لم يكن جسده قد اعتراه أيّ فسادٍ بل كان يشحّ برائحة زكيّة. فأزالت الراهبات عنه التراب ووضعنه في قبره. وقد أتى رئيس أساقفة أثينا وتحقّق من الأمر وأعلن أنّ هذا دليل قداسة الأب نكتاريوس. ومن ثمّ أعلنته البطريركية قدّيساً بشكل رسميّ عام 1961م. وأُقيم زياح ٌ كبيرٌ في "آيينا" حضره جمع من المؤمنين، الذين طافوا شوارع المدينة احتفالاً وطلباً لشفاعة القدّيس. وفي عام 1963م وضعوا بقاياه في آنية فضيّة ووضعوها في كنيسة الدير كي يسجد لها المؤمنون ويتباركون منها. لقد صنع القدّيس نكتاريوس آلاف العجائب بعد رقاده وحتى الآن، وبدون توقّف وبلا حدود، فلم يعجز أمامه مرضٌ أو شدّةٌ من الذين طلبوا منه بإيمان: