نشأته ورهبنته
ولد القديس أرسانيوس في قرية فراسة التي هي واحدة من ست قرى بقيت مسيحية في بلاد الكبادوك، في آسيا الصغرى، إلى العام 1924 حين هجرها سكانها إلى بلاد اليونان. كان أبواه فقيرين، لكنهما كانا فاضلين. وكان له أخ وحيد اسمه فلاسيوس. تيتم صبياً فعاش لدى أخت لأمه في فراسة. تلقى قسطاً لا بأس به من العلم وبعض الدراسات الكنسية واليونانية، كما درس الأرمنية والتركية وبعض الفرنسية.
وبعد أن أنهى دراسته بوقت قصير انتقل إلى قيصرية الكبادوك حيث انضم وهو في السادسة والعشرين إلى دير القديس يوحنا المعمدان واتخذ اسم أرسانيوس بعدما كان اسمه ثيودوروس. ولكن لم يشأ التدبير الإلهي أن يكمل أرسانيوس حياته راهباً في الدير، فاستدعاه المتروبوليت بائيسيوس الثاني وسامه شماساً ثم ردّه إلى فراسة ليُعنى بتعليم الأولاد المحرومين هناك القراءة والكتابة.