[ فحمي غضب الرب على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم باعهم بيد أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم ] (قضاة2: 14)يا إخوتي اليوم لا أكتب لكم كلمة ولا مجرد عظة أو أُقيم حوار أو أدخل في جدل ونقاش وفلسفة ورد على تساؤل، بل أُسلم إليكم خبرة، وهي خبرتي التي تذوقتها والتي أعيش بها، فانتبوها لما أكتب بتدقيق، وتعلموا وانظروا ما أروع الرب وما هو غنى حنانه الفائق كأب قريب منا جداً ....
يا إخوتي اليوم لا أكتب لكم كلمة ولا مجرد عظة أو أُقيم حوار أو أدخل في جدل ونقاش وفلسفة ورد على تساؤل، بل أُسلم إليكم خبرة، وهي خبرتي التي تذوقتها والتي أعيش بها، فانتبوها لما أكتب بتدقيق، وتعلموا وانظروا ما أروع الرب وما هو غنى حنانه الفائق كأب قريب منا جداً ....
لماذا الغضب وكيف نتصالح مع الله ليرفع غضبه عنا !!!
ولكن كثيراً بعد هذه الخبرة الرائعة التي فيها حلاوة لقاء الرب وغسل القلب وتطهيره، لا نحترز لأنفسنا حينما تختفي في داخلنا حلاوة الفرح والمسرة بغفران الله الحلو ولا نشعر بتعزيات الروح القدس، لأن أحياناً النعمة تختفي وتتوارى قليلاً لتدخل الإنسان في خبرة جديدة، لذلك تُمتحن إرادة الإنسان لتظهر رغباته الخفية، لكي يقدم عنها توبة ويمسك في رئيس الحياة وملك الدهور ويتنقي قلبه ويستمرفي التغيير، لأن كثيرين في بداية الطريق يفرحون ويظنوا أنهم وصلوا لنهايته وصاروا في حالة من الكمال ومن هنا يبدأ أعظم سقوط للإنسان، ولكن الكثيرين يخفقون في هذه الخطوة فيبدئون في إهمال حياتهم ويظنون أن النعمة تخلت عنهم، فيهتز إيمانهم ويستسلمون لخطياهم السابقة، أحياناً يفوقوا منها فيتوبوا فوراً ويعودوا لله الحي، واحياناً يستسلمون لها ويفقدوا إيمانهم إذ يظنون أن الله تخلى عنهم، ويبدئون في خلق الأعذار، قائلين: ربنا عارف ضعفي، أو أن العالم شرير والشر حولي انتشر، فماذا أفعل!!! ويتكل الإنسان على هذا وهو يعلم أن الله محبة يغفر الخطية ويصفح عن الذنب ( وهذه حقيقية فعلاً ومؤكده بقوة في الإنجيل)، ولكنه يهمل نفسه ويخسر حركة قلبه نحو الله ويتمادى في الشر إلى أن يعتاد عليه، ويستهين بلطف الله وحنانه الذي مس قلبه ويتكل على أن الله كثير الرحمة والغفران: + [ أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ] (رو2: 4) + [ فهوذا لطف الله وصرامته، أما الصرامة فعلى الذين سقطوا وأما اللطف فلك، (وذلك) أن ثبت في اللطف وإلا فأنت أيضاً ستُقطع ] (رو11: 22) ولكن شكراً لله المُحب لأنه لا يترك الإنسان مهما ما كان وصل لأعلى درجات الشر وظهر فيه الفساد، فيظهر غضبه في قلب الإنسان وفكره ويبدأ في تأديبه، ويشعر الإنسان بلسعة ضربات الله، ويتساءل: ألم يكن الله لنا مسامحاً وغافراً لنا في المسيح الذي رفع غضب الله عنا وأعطانا المصالحة، فكيف اشعر اليوم بغضب الله المعلن على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم، ولماذا أنا بعد ما أصبحت ابناً لله دخلت في دائرة غضب الله !!!
فيا إخوتي أن للرب غضبه الخاص مع النفس التي هي له، فالرب يغضب حينما نُخطئ ويعلن غضبه في قلبنا لو كنا فعلاً له، وذلك لأنه مكتوب: [ لا يرتد غضب الرب حتى يجري ويُقيم مقاصد قلبه، في آخر الأيام تفهمون فهماً ] (أر23: 20)، وقد أتت آخر الأيام التي فيها نفهم بالروح القدس وإعلانه في القلب، آخر الأيام أي ملء الزمان، حينما تجسد الكلمة ومات لأجل خطيانا وقام لأجل تبريرنا، فهو برنا الخاص وكساء نفوسنا لكي لا نوجد عُراه، ونعم المسيح الرب يغضب ويعلن غضبه على الخطية، ولا يترك الإنسان في موتها المُرّ للنفس، وذلك حتى يُجري ويُقيم مقاصد قلبه وهي شفاءنا من مرضنا الداخلي الذي يحطم أنفسنا، إذن غضب الله، غضب المحبة الحقيقية، وهذا لكي يحولنا إليه بواسطة خوفنا من غضبه؟
فهو ينتظر رجوعنا لكي يُعيدنا إلى النعمة التي كانت ستظل مستمرة معنا لو أننا لم نسقط، والشاطر الذي يفهم مشيئة الله هو الذي يقول: [ احتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه حتى يُقيم دعواي ويُجري حقي سيخرجني إلى النور سأنظر بره ] (مي7: 9)، فالغضب غضب أبوة حانية جداً، والتأديب تأديب المحبة، لأنه مكتوب: [ لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله ] (عب12: 6)...