• بعض مقولاته:
كتابات القدّيس غريغوريوس عظيمة الأهميّة. لذا، وإكمالاً للفائدة، نورد بعض مقولاته.
يقول أنه متى اعتزل الإنسان العالم واستغرق في النشوة الكاملة للروح، فإن الله يكشف له ذاته. إذ ذاك تنشقّ الظلمة ولا يبقى غير نور الله يدعونا إليه مؤطراً بنار معتمة. هذا النور هو الله نفسه. فإن صلّى المرء بمنتهى البساطة في القلب وكرّر الكلمات "ربي يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني" أيضاً وأيضاً، فإنه يؤدّي، بذلك، العمل الفائق الذي من أجله خُلق، لأنه سيجد نفسه أخيراً في دائرة الضوء الذي أشرق على قمة ثابور يوم التجلّي الإلهي.
كان غريغوريوس يرى الكون مشحوناً بطاقة (energy) التجسّد الإلهي، وكذا بجمال العذراء مريم. في عينه أن الأرض موضع إلهي جماله يكاد لا يحتمل. فإن نور التجلي لم يكف عن السطوع. وثمة قدّيسون يعاينون هذا النور، بعدما جاء المسيح في الجسد، بحراً لا حدّ له يفيض بصورة عجيبة من شمس وحيدة هي جسد المسيح.
يقول: "في الاسم القدّوس، طاقة إلهية تخترق قلب الإنسان وتغيّره متى انبثّت في جسده".
وكان يؤمن أن ثمة نَفَساً إلهياً معطى للناس يتحرّك في أجسادهم المادية، والجسد يقتني القدّاسة بهذا النَفَس الإلهي المنسكب فيه، وأن الجسد كالنَفْس مخلوق على صورة الله وهو ليس شراً بحال.