وأذكر مثالاً آخر: توجد في انجيل لوقا (الاصحاح 24 ) حادثة تلميذي عمواس: ظهر الرب يسوع لتلميذي عمواس وهما ذاهبان لقريتهما وسار معهما وحادثهما ولم يعرفا أنَّه السيِّد مع أنهما كانا اثنين من تلاميذه. وعندما مال النهار دخل ليتعشى معهما... ولما جلسوا للطعام «أخذ يسوع خبزاً وشكر وكسر وناولهما فانفتحت عيونهما وعرفاه...» بقي ماشياً معهما كل النهار وهو السيِّد ولم يعرفاه، حتَّى أنهما قالا له: «أأنت وحدك غريب عن أورشلم...» ولكن عندما جلس معهما وكسر الخبز (أي قام بفعل ليتورجي) عرفاه وانفتحت أعينهما. وهنا نتسائل أنَّه إذا كان تلميذي عمواس سائرين مع السيِّد ولم يعرفاه، فكم بالحري ألا يعرفه كثيرون يمسكون بالكتاب المقدَّس ويقرؤونه. إن التلميذين لم يعرفاه إلا عندما بارك وكسر وناول فانفتحت أعينهما وعرفاه... عرفاه عند كسر الخبز... وهذه هي الليتورجيا التي تقدم لنا المسيح يسوع، كما أن نص الكتاب المقدَّس هو كلمة الله، الذي هو سر التقوى العظيم، سر التقوى هو الرب يسوع الذي أتى وقبلته الكنيسة وعاشته وحافظت عليه ونقلته بالليتورجيا وبنص مكتوب وبتسليم شفهي.