«إن الشعب الاسرائيلي قد جاز على الرطوبة كأنه على اليابسة هارباً من الشقاء المصري فهتف صارخاً لمنقذنا وإلهنا نسبح» (البراكليسي، الأودية الأولى) فالترنيمة تتكلم عن خروج الشعب الاسرائيلي من مصر وعبوره البحر الأحمر على اليابسة... والتسبحة الأولى من الكتاب المقدَّس (سفر الخروج، الاصحاح 15 ) تتكلم عن الموضوع نفسه عندما وقف موسى وسبّح الرب بعد خروجه من مصر. أما الأودية السادسة من البراكليسي فتقول: «أسكب أمام الرب تضرعي وأحزاني قدامه أخبر، لأن نفسي قد امتلأت من الشرور، وحياتي دنت من الجحيم فإليك أتضرع مثل يونان هاتفاً، أصعدني من الفساد يا إلهي». وهو موضوع التسبحة السادسة الكتابية (سفر يونان النبي، الاصحاح 2) التي قالها يونان النبي عندما كان في جوف الحوت... وكذلك التسبحة الكتابية التاسعة «تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى تواضع أمته...» وهي مقطع من الإنجيل (لوقا 1:6 ) أدخلت إلى الليتورجيا مع ترنيمة «يا من هي أكرم من الشيروبيم» التي تعاد بمثابة لازمة بعد كل آية من آيات التسبحة...
إذاً هناك تداخل وتطابق وعيش واختبار حقيقي وفعلي للكتاب المقدَّس الذي هو كلمة الرب. وقد سبكت هذه الخبرة لسر التقوى العظيم، الذي هو الرب يسوع، في نصوص، إن كانت نصوص كتابية (التي هي العهد الجديد) أم نصوص ليتورجية (التسابيح المستخدمة في العبادة).