ويجدر بنا هنا أن نذكر أن كتاب التريودي، الذي نستعمله في فترة الصوم الكبير، يفتتح صلواته في أحد الفريسي والعشار بالترنيمة: «لا نصّلين يا إخوة فريسياً، لأن من يرفع نفسه سيتضع، بل فلنتذلل أمام الله متضعين، ولنهتف بواسطة الصيام بصوت العشار قائلين: «اللهم اغفر لنا نحن الخطأة» المنظومة على خلفية قصة الفريسي والعشار الواردة في الإنجيل (لوقا: 9-14).
نذكر مثالاً آخر جميلاً جداً: تقام خدمة البراكليسي في فترة صيام السيِّدة العذراء في شهر آب و»براكليسي» كلمة يونانية معناها الابتهال أو التضرع المقدم لوالدة الاله... البراكليسي هو قانون مؤلف من مجموعة من الترانيم تش ّ كل تسعة مقاطع. وكل مقطع نسميه تسبحة، والقطعةال الأولى من كل أودية تكون هي
الوزن والمقياس شعري للطروباريات أو للقطع التي تليها. وبالمقابل هناك في الكتاب المقدَّس، مجموعة من التسابيح نسميها التسابيح الكتابية ونستخدمها في العبادة في صلوات السحر في فترة الصوم: تسبحة موسى، تسبحة النبي حبقوق، تسبحة دانيال تسبحة الفتية الذين طرحوا من أتون النار دون أن يؤذهم لهيب النار... وغيرها، فإذا أخذنا القطعة الأولى من كل أودية من قانون البراكليسي وقارنا مضمونهما مع التسابيح نلاحظ ما يلي: توجد تسعة تسابيح كتابية مستخدمة في الليتورجيا وهناك تسعة تسابيح في البراكليسي تتطابق كل تسبحة مع التسبحة الكتابية المقابلة لها: (أي القطعة الأولى من الأودية الأولى مع التسبحة الأولى، والثالثة مع الثالثة... والتاسعة مع التاسعة) إذاً فالنص الليتورجي الذي هو تسبحة للعذراء مريم مأخوذة من الكتاب المقدَّس ومنظوم بروح الكتاب المقدس. ونذكر مثالاً على ذلك: