فإذا قرأنا هذا القانون نلاحظ أن القديس متشرب الكتاب المقدَّس بعهديه القديم والجديد وإنه قد سبك بخبرة هائلة هذا النص التسبيحي الخشوعي، الذي فيه يصرخ صرخة الاسترحام: «ارحمي يا الله ارحمني» (وهو الاستيخن الذي يردد على قطع القانون) بكل خشوع ووقار وتوبة وانسحاق، وكيف عبَّر عن هذا الشعور بترانيم متعددة تش ّ كل قصيدة شعرية من 256 بيت أتى فيها بصور متعددة وبشخصيات كثيرة من الكتاب المقدَّس وألبسها للنفس البشرية التائبة، إما بالابتعاد عن قبائح بعض الشخصيات الوارد ذكرها في الكتاب المقدَّس أو لاكتساب فضائل بعضها الآخر. وعلى سبيل المثال نذكر مثلاً من المقطع الذي يستعمل فيه خلفية هي قصة لوط عندما يقول: «يا نفس!! اهزي مثل لوط من طريق الخطيئة. فرّي من سدوم وعمورة، اهربي من لهيب كل شهوة بهيمية» (الجزء الثاني، الأودية الثالثة). «يا نفس!! لا تصيري عمود ملح بالتفاتك إلى الوراء. فليرهبك نموذج الصادوميين» (الجزء الرابع، الأودية الثالثة).