إذا تأملنا في الأسبوع العظيم... آلام السيِّد وصلبه ودفنه وقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السموات وارسال الروح القدس... من أين جئنا بهذه الأعياد؟ الخميس العظيم والصلب وخدمة الآلام (الاثني عشر انجيلاً) والجناز يوم الجمعة، سبت النور والانحدار إلى الجحيم، والقيامة يوم أحد الفصح... هذا التسلسل لم يرتجل وانما جاء من الكتاب المقدس، من العهد الجديد، ما دوّن عن السيِّد وما عُرف عنه في التقليد أيضاً في الكنيسة.
عندما نتكلم عن الكتاب المقدَّس كمصدر لليتورجيا فلا بد لنا أن نذكر الأعراف الكنسية الليتورجية الموجودة والمتبعة في الكنيسة والتي مصدرها الكتاب المقدس: مثل الصيام والصوات وأوقات الصلوات وغيرها. نرى أن الممارسات الجهادية الروحية، التي لها طابع صلاتي عبادي وطقسي، ترد في الكتاب المقدس... فالرب يسوع نفسه صام، رجال الله في العهد القديم والرسل في العهد الجديد كلهم صاموا، ونحن أخذنا عنهم هذا الأمر، أي أن نصوم وكيف نصوم...
كما أن اللغة الليتورجية واللغة الطقسية مأخوذة من الكتاب المقدس، نقول مثلاً: المعمودية، الميرون، المسحة، الافخارستيا، سر الشكر، مائدة الرب... وما إلى ذلك من تعابير طقسية. فكل هذه التعابير أو لنقل «القاموس الليتورجي» مصدره من الكتاب المقدَّس، وأكثر من هذا... فالكثير من الخدم، مثل سر الشكر والمعمودية والميرون، نتممها كما تممها الرسل، كما حفظ من حياة الرب يسوع والرسل في العهد الجديد ونحن الآن نتمم ما تسلمناه من الرسل، الذي تسلموه هم من الرب يسوع.