فنلاحظ أن الكتاب المقدَّس هو جزء أساسي من الليتورجيا... وهنا لا بد من قول ملاحظة جانبية ألا وهي انه في القرون الأولى في الكنيسة كان يتلى أكثر من نصين في القداس الالهي، نحن عادة نقرأ مقطعاً من الرسالة (أو أعمال الرسل) ومقطعاً من الانجيل، ولكن قديماً كان يتلى أربعة أو خمسة نصوص: اثنين من العهد القديم (من التوراة والأنبياء) وثلاثة من العهد الجديد (وهذا كان يتم في إنطاكية في بلادنا)... وفيما بعد بدواعي الاختصار رّتب أن يتلى مقطعان فقط...
نلاحظ أيضاً أنَّه يوجد مقاطع تسبيحية، أي تسابيح وتراتيل، مأخوذة كما هي واردة في الكتاب المقدس، نذكر بعض أمثلة.
ترنيمة نعرفها في صلاة الغروب: «الآن أطلق عبدك يا سيد، حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام وجه كل الشعوب...» وهي تسبيحة سمعان الشيخ عندما اقتبل المسيح على ذراعيه عند دخوله إلى الهيكل (لوقا 2:29 ). وأيضاً «تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى تواضع أمته..» التي نرتلها في صلاة السحر ونرتل معها: «يا من هي أكرم من الشيروبيم...»، هذه مقاطع من العهد الجديد أخذت كما هي بحرفيتها واستعملت في الليتورجيا. إذاً يشكل الكتاب المقدَّس والعهد الجديد، بشكل خاص، مصدراً رئيسياً لليتورجيا.
دعونا نتأمل أيضاً في الأعياد التي نعيّدها في سنتنا الطقسية...