(2) الحج إلى الكعبة والأسواق:
رغم وجود الكثير من المعابد في البلاد، فإن المركز الرئيسي كان في مكة حيث توجد " الكعبة " التي اعتقدوا أن إبراهيم وإسماعيل قد قاما ببنائها. وكانت القبائل تتنافس على حراسة الكعبة، وقد توالى على حراستها قبائل جرهم ثم قضاعة ثم قريش. وكانت هذه القبائل أشبه بسبط لاوي عند العبرانيين. وكانت العبادة تأخذ شكل الطواف حولها، وتقديم الذبائح. وكان يلزم الحج إليها سنويًا. وكان يصاحب ذلك إقامة الأسواق، فتنشط التجارة. وكان أهم هذه الأسواق سوق " عكاظ " على بعد مسيرة ثلاثة أيام إلى الشرق من مكة، وعلى مسيرة يوم واحد إلى الغرب من الطائف. ولم تكن هذه السوق قاصرة على التجارة، بل كانت تُسوَّى فيها المنازعات والديون والثارات، والمباريات الشعرية. وكان يتم ذلك في الأشهر الحرم التي كان يحرم فيها القتال.