عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 06 - 2012, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,718

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: عَرَبية | عرب | بلاد العرب | شبه الجزيرة العربية | أعرابي

(ج) تاريخ بلاد العرب وحضاراتها:
عاش البدو، سكان الصحاري، آلاف السنين دون أن يطرأ عليهم تغيير يُذكر، فلم تظهر المراكز الحضارية التاريخية إلا في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وفي المنطقة الشمالية المتاخمة لسورية.

ففي الألف الثانية قبل الميلاد، ارتحلت قبائل تتكلم لغة سامية من الشمال إلى اليمين وعدن واستوطنوا هناك، ومنهم ظهرت ممالك سبأ ومعين (ويظن أنهم هم " المعونيون " – انظر مثلًا قض 10: 12) وكتبان وحضرموت (تك 10: 26). وكان السبب الأول في نجاحهم هو موقعهم على طرق التجارة، من موطن تجارة اللبان والأطياب على السواحل الجنوبية، وبلاد أثيوبيا وشرقي أفريقية، إلى بلاد الحضارة في الشمال.
وكانت أول هذه الممالك في الظهور هو مملكة " سبأ "، كما يُستدل على ذلك من النقوش التي ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد، والتي تدل على أنها كانت دولة محكمة التنظيم تحت حاكم جمع بين وظيفته كحاكم، ووظائف كهنوتية. وقد دفعت هذه الدولة الجزية لسرجون وسنحاريب ملكي أشور. وحوالي 400 ق. م. برزت مملكة " معين " المجاورة لها، واستولت على الكثير من أملاك سبأ. وفي القرن الرابع قبل الميلاد ظهرت مملكة " كتبان ". وفي الربع الأخير من الألف الأخيرة قبل الميلاد، بدأت نجوم سبأ ومعين وكتبان وحضرموت في الأفول، وبرزت مكانها دولة " الحميريين ". وكانت مملكة سبأ – في أوج عظمتها – قد امتد سلطانها إلى شمالي بلاد العرب، فقد وجدت نقوش بكتابتهم على شواطئ الخليج الفارسي وبلاد بين النهرين (في أور وأرك). كما أن النقوش بالحروف الأبجدية التي استخدمها اللحيانيون والثموديون والصفاتيون، تبين امتداد نفوذهم إلى الشمال، كما انتقل تأثيرهم إلى إثيوبيا وشرقي أفريقية.
أما في الشمال، فكان هناك اتصال بين القبائل البدوية فيه، وبين الحضارات المستقرة في بلاد النهرين وسورية. وفي الفترات المبكرة من منتصف العصر البرونزي، استقرت جماعات عديدة في شرقي الأردن، ثم أعقبت ذلك فترة من الركود من حوالي 900 إلى 1300 ق. م. إلى أن تزايد الاستيطان فيها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
ويظهر الاسم " العرب " لأول مرة في حوليات " شلمنأسر الثالث "، إذ حارب ضده أحد قوادهم في موقعة " قرقر" (في 853 ق. م.) ثم يتوالى ذكرهم بعد ذلك في النقوش اشورية بوصفهم البدو ركاب الجمال، ويصورون على هذه الصورة في رسومات قصر أشور بانيبال في نينوى. وقد ورد في أحد تواريخ بلاد النهرين أن ملك بابل " نبونيداس" (556 – 539 ق. م.) ذهب إلى تيماء في شمالي شبه الجزيرة العربية، ومكث هناك نحو عشر سنوات، كان ابنه بيلشاصر (دانيال 5) يحكم في أثنائها نيابة عنه في بابل.
وفي أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، كانت مملكة العرب النبطيين (الأنباط) الذين كانوا يتكلمون الأرامية، قد بدأت في الظهور في عاصمتها الحصينة " سالع" (البتراء). وقد ازدهرت كدولة تجارية في القرن الثاني قبل الميلاد حتى العصر الروماني. وفي الجنوب ظهرت مملكة اللحيانيين في " دِدان ". وفي القرن الأول قبل الميلاد برزت دولة عربية – كانت الأرامية هي لغتها الرسمية – في " بالميرا" (تدمر)، وأخذت في الازدهار حتى حلت محل " البتراء " كدولة " تجارية "، بل أصبحت منافسًا خطيرًا لروما نفسها.