أولًا – في العهد القديم:
كلمة " عرب " تعني في اللغات السامية " القفر أو البادية ".
(أ) جغرافية شبه الجزيرة العربية:
تمتد شبه الجزيرة العربية من البحر الأحمر غربًا إلى خليج عمان والخليج الفارسي شرقًا، ومن بحر العرب (بالمحيط الهندي) جنوبًا إلى صحراء سورية شمالًا. ويسمى الساحل المحصور بين البحر الأحمر وسلسلة الجبال شرقية " بتهامة " ثم يليه شرقًا " الحجاز " لأنه يحجز السهول الساحلية عن الصحراء في الداخل. ثم توجد بعد الحجاز شرقا " نجد " يليها " الاحساء " شرقًا ثم الخليج الفارسي وخليج عمان.
وتتكون شبه الجزيرة العربية من كتلة ضخمة من الصخور المتبلورة التي تشكل سلسلة من الجبال في الغرب، ترتفع إلى نحو 3000 متر في بعض المواقع، تليها سلسلة من تكوينات أقل ارتفاعًا تنحدر نحو الشرق. وفي المرتفعات الغربية، وبخاصة في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة، حيث يزيد متوسط الأمطار عن 500 مم في بعض الأجزاء، ظهرت منذ القديم حياة زراعية مستقرة، لتوفر المياه للري، فازدهرت الممالك العربية القديمة فيما يُعرف الآن " باليمن ". وكانت عواصم ثلاث من هذه الممالك هي: "قرناوة" (عاصمة المعينين)، و" مأرب" (عاصمة سبا - ارجع إلى " سبا " في موضعها من المجلد الرابع)، و" تيماء" (ارجع اليها في موضعها من المجلد الثاني)، تقع على السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الغربية، على مجاري مياه تنحدر نحو الشمال الغربي من هضبة حضرموت.
وتمتد مساحات منبسطة من الأرض (يبلغ متوسط سقوط الأمطار عليها من 100 إلى 250 مم) شمالًا على امتداد سلسلة الجبال الغربية، وكذلك على امتداد السواحل الشرقية، مما ساعد على وجود نوع من الحياة المستقرة. أما باقي شبه الجزيرة العربية فيكاد يكون صحراء جرداء عديمة الأمطار تقريبًا، والحياة فيها قاصرة على الواحات حيث توجد الينابيع والآبار.
وتتسع هذه المناطق الصحراوية في الجنوب مكونة ما يسمى " بالربع الخالي "، وهو أكبر منطقة رملية في العالم. كما توجد في الشمال " صحراء النفود " وهي أقل اتساعًا من الربع الخالي. وتوجد الواحات في نقط متفرقة، كانت هي التي حددت مسار طرق القوافل، لإمكان تزودها بالماء. وفي الأجزاء المحيطة بالصحراء الوسطى، تنمو المراعي على مياه الأمطار القليلة، وبخاصة في المنطقة الشمالية المحصورة بين خليج العقبة وبلاد النهرين (الرافدين)، حيث قامت بعض المدن الكبيرة مثل " البتراء" (سالع - ارجع إليها في موضعها من المجلد الرابع)، و" تدمر " أي " بالميرا" (ارجع إليها في موضعها من المجلد الثاني)، و" دمشق" (ارجع إليها في موضعها من المجلد الثالث).