هذا القول في هذه المجلة المتخصصة بالموسيقى الرومية يعني اعترافاً بتساوي متري المر بقديسنا يوحنا الدمشقي لجهة الموسيقى البيزنطية. فكلاهما احدث ثورة في الموسيقى الرومية، فالدمشقي دونها ووضع الحانها الثمانية وهذبها، ووضع لها الاشارات الموسيقية، ومتري المر عربها بأصول ولا اروع وواءم الألحان والنغمات الشرقية مع الأصل فكان ان احدث ثورة، فليس اجمل من “الذكصولوجيا” او”المجد لك يامظهر النور” باليونانية والعربية بلحن حجاز كار، او النهوند…
بعد عودته من هذه الرحلة الشهيرة الى اسطنبول، التي نقلته الى عموم الأرثوذكسية والعالمية، استأنف تعليم الموسيقى في مدرسة دير البلمندالاكليريكية حتى عام 1914 وفي عام 1916 ذهب الى دمشق واقام فيها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 وكان يرتل في الكاتدرائية المريمية، واينما ذهب البطريرك غريغوريوس في الخدم الروحية والزيارات الأبرشية كان يرافقه.
بعد دخول القوات العربية التي كان بقيادة الأمير فيصل بن الحسين شريف مكة وتأليف الحكومة العربية الأولى لحن النشيد الوطني السوري (نادت الأوطان هيا) واعتبر نشيداً رسمياً بناء على قرار المؤتمر الوطني الذي اعتبر سورية مملكة وبايع المؤتمرون الأمير فيصل ملكاً عليها في تموز 1920.( وعند توقيع المعاهدة السورية الفرنسية 1936 اصبح من جديد نشيد سورية الرسمي وبقي على هذه الحال حتى نقضت فرنسا المعاهدة في آذار 1939 وفي السنة 1943 ، وعندما أقيم الحكم الوطني، استبدل النشيد المذكور بالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية ” حماة الديار” نظم خليل مردم بك والحان الأخوين فليفل، والى عهد فيصل ييعود ايضاً نشيد الجيش السوري وهو نشيد “يابلادييابلادي”، ويقال ان جنود البطل الشهيد يوسف العظمة كانت تردده في ميسلون 24 تموز 1920.)