عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 09 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس سلوان الآثوسي

في المرحلة الأولى:
كان أول عمل قام به سمعان بعد التحاقه بالدير تأدية اعتراف كامل بكل ما اقترفه من ذنوب في حياته. وقد استعد لذلك بضعة أيام، ثم قام بما كان مطلوباً منه. قال له الكاهن المعرف، بعدما حلّه من خطاياه: “اذهب الآن بسلام وكن فرحاً”. كلام لم يصدقه سمعان من الفرح، وهو الذي عانى، أبداً، من إحساس مرهف بالخطيئة. وغمرته الفرحة إلى درجة أنه أهمل الانتباه إلى نفسه، عن قلة دراية، وسقط في التهاون. وفجأة ألفى نفسه في اضطراب وقلق وحزن ويأس، تتجاذبه الأفكار وتشدّه في كل اتجاه كما لتقلعه من جذوره. ظن أنه سيكون في مأمن في الدير، فإذا به يكتشف أنه، هنا أيضاً، يمكن أن يهلك. وتبدد الفرح وثارت ألسنة الجحيم وعاوده إحساس بالخطيئة قتال فظن أنه سيموت في الدير بسبب خطاياه. لكنه قرر أن يمضي في صلاة لا هوداة فيها مهما تكن التجربة قاسية. ولثلاثة أسابيع أخذ في صلاة حارة، رغم أن قلبه كان طريح أسى عميق. وإذا بالصلاة تدخل قلبه وتبدأ بالتدفق من ذاتها دونما توقف. لكن الأفكار استمرت تنفخ في صدره وتعبث به، ونما فيه اليأس إلى حد أنه اختبر النور الشيطاني يلفه وتراءت له الشياطين تتحدث إليه، تارة تؤكد له أنه قديس وتارة أن لا خلاص له. استمر الأخ سمعان على هذه الحال ستة أشهر بلغ بعدها أقسى درجات اليأس، فهبطت عزيمته وقال في نفسه: “الله قاس لا يلين”. في اليوم عينه، في صلاة الغروب، عاين الرب يسوع المسيح حياً أمامه قرب إيقونته فامتلأ كيانه من نار نعمة الروح القدس. نور إلهي عظيم انسكب عليه ورفعه من هذا العالم إلى حيث سمع كلمات لا يسوغ النطق بها. تلك كانت ولادة له من العلى على نحو ما ذكر يوحنا في إنجيله (يو13:1،3:3).
هذه كانت أول خبرة جحيمية عبر بها سلوان، والرب الإله كشف له ذاته بعدما استنفذ نفسه، فغفر له ذنوبه وكفت صلاة التوبة عنده وذاق حلاوة المصالحة مع الله وسلاماً عميقاً.
  رد مع اقتباس