ثانيًا: عدالة الله:
إن الله "جميع سبله عدل.. صديق وعادل هو" تث (32:4) فهو ينصف المسكين، اليتيم والأرملة (تث 10:18، مز 103:6، 119:137 و138،146:7) ويصنع عدلًا وخلاصًا لشعبه (نح 9: 33، أش30:18 أنظر أيضًا مز 35:27، إش 33:5). وباجرائه العدل إنما يظهر أمانته (مز 111:7، رؤ 15: 3 أنظر أيضًا 1 يو 1: 9) كما يبين محبته التي لا تتغير (مز 33:4 و5، 89:14، 119:149، هو 2: 19) فهو " ديَّان كل الأرض "ولا يمكن إلا أن يصنع عدلًا (تك 18:25 رو 3:6)، وهو يحكم بعدل (إرميا 11:20 رؤ 16:5 و7، أنظر أيضًا إرميا 10:24) وقصاصه عادل لأنه مبني على شريعته (رو 3:8 عب 2:2)، وعلى حكمته (أم 2:9، 8:20) والله يخزن دينونته للذين ينكرون العدل أو يعوجونه (إش 5:23، 10:1 و2، إرميا 5: 1، عاموس 5:6 و7،2 تس 1:6).
كما أن عدالة الله هي موضوع رجاء، فهي عمل الروح القدس فيمن يسلكون في الحق (العدل – إش 40: 13 و14) وستنسكب على شعبه القديمه عندما يرجع إليه (إش 32:15 – 17)، كما أن المسيا سيخرج "الحق" العدل) للأمم" (إش 42:1-4)، وستتميز مملكته بالعدل والبر (إش 9: 7، إرميا 23:5، أنظر أيضًا إش 11:4 و5). وقد تحقق ذلك الوعد في المسيح (لو 4:18 - 21، 7: 52، 1 يو 2:1)، وبموته وقيامته أثبت أنه القدوس "البار" (أع 3: 14، 7: 52، ايو 2: 1) الذي فيه يتعامل الله بالعدل مع الخطية، ويعلن نعمته المخلصة (1 بط 2:23 و24، انظر رومية 8: – 4، تى 2:11).
وقد تجلت عدالة الله بقوة في موت المسيح، ففي الصليب "الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا" (سفر المزامير 85: 10). ويقول الرسول بولس: "لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن.. لأن فيه معلن بر الله بإيمان لإيمان" (رو1: 16 و17)" اذ الجميع أخطاوأ وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره (عدله) من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره (عدله) في الزمان الحاضر ليكون بارًا ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو3:23– 26). ففي صليب المسيح وجدت عدالة الله كفايتها، ومن لا يقبل بالإيمان المسيح – الذي" بنعمة الله ذاق الموت لأجل كل واحد" (عب 2:9)، ربًا ومخلصًا، سيتحمل هو بنفسه دينونة خطاياه، "فهوذا لطف الله وصرامته" (رو 11:22)، فاللطف لمن يؤمن بالرب يسوع، اما الصرامة فهي ما تقتضيه العدالة من الإنسان الذي لم يغتسل بدم المسيح بالإيمان به، والله "لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (2 بط 3: 9)، لأنه "يريد ان جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2:3). ويقول الرب بفمه الطاهر الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36)،" وهذه "هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو 17:3).