الموضوع: عَدل | عدالة
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 06 - 2012, 02:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,351

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عَدل | عدالة

أولًا: العدالة الإنسانية:

ترتبط العدالة أساسًا بالسلوك تجاه الآخرين، وبخاصة فيما يتعلق بحقوقهم في مجال الأعمال حيث يقول الله: "لا ترتكبوا جورًا في القضاء، لا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل، ميزان حق ووزنات حق وأيفة حق وهين حق تكون لكم" (لا19:35 و36، تث25:13– 16 أم11: 1، 16: 11، حز45:9 و10 عا 8:5) وفي القضاء لا فرق بين حقوق الغني وحقوق الفقير وبين الإسرائيلي والغريب، "لا تحرف القضاء ولا تنظر إلى الوجوه ولاتأخذ رشوة.. العدل العدل تتبع" (تث 16:18– 20، خر 23:1 – 3 و6 – 9)، وهي عدالة على النقيض من شر الذي " لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا (لو18: 20).

وكثيرًا ما نجد "البر والعدل" مجتمعين (مز 3: 5، 1 مل 10: 9، فالحكم هنا معناه العدل)، وقد يتداخل مفهوم أحدهما مع مفهوم الآخر، فليس العدل – في معناه الواسع – وهو مجرد إعطاء الآخرين حقوقهم، بل يتضمن الواجب الايجابي من جهة ضمان أداء هذه الحقوق، فيقول الرب على فم إشعياء النبي: " اطلبوا الحق (العدل) "ويتحقق ذلك بالقول : "انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة" (إش 1: 17، انظر أيضًا 11: 4، إرميا 22: 15 و16، مز 82: 2 – 4، وأيضًا تث 24: 12 و13، مز 37: 21 و26، 112: 4 – 6).
وشعب الله يشارك الآخرين في الاحساس العام بأهمية العدالة (في 4: 8، انظر أيضًا أي 19: 7، إش 5: 23، مت 27: 19)، كما يقيم المجتمع. ونجد " العدل " موضوعًا للكثير من أقوال الحكمة في سفر الأمثال.
وبينما كان قضاة إسرائيل وملوكها يجرون العدل بمفهومه الاجتماعي كما في سائر الأمم، فإن العدل عندهم كان له جانبه الروحي، فقد كان واجب إجراء العدل جزءًا لا يتجزأ من شريعة الله، مبنيًا على أساس قداسته، مع وعده لهم بأن يسكنوا في الأرض آمنين. وكانت معاييره واضحة، تتلخص في النزاهة وعدم المحابا،ة وتحريم الرشوة، وعدم استغلال النفوذ لأن الرشوة تعوج القضاء (خر 23: 1 – 3، 6-8، لا 19: 15 و16، تث 16: 18 – 20). وعلى السلطات مراعاة حقوق المسكين والفقير واليتيم والمتضايق (مز72:2، 82:3، إرميا5:28، انظر أيضا أي 24:2 –12، لو18:2). وإجراء العدل هو أهم ما يميز الملك التقى (2 صم 8:15، 1 مل 10:9، مز 72:1، إش 9:7). وهو دليل على أنه يسلك في طريق حكمة الله (1 مل3:9 و28، أم 8:15). وقد أعلن الله عن طريق الأنبياء أن الملوك والقضاة مسئولون عن اجراء العدل (انظر مثلًا إرميا 22:11– 17، حز 45:9). وتجاهل الحكمة وعدم مراعاة العدل يؤديان إلى الدينونة فالخراب (أم 29:2 و4، ميخا 3).
وفضلًا عن ذلك، فان العدل مسؤلية جميع شعب الله، فاختبار نعمة الله وخلاصه، يجب ان تكون نتيجة هي إظهار العدالة للأخرين (تث 1:17– 22، انظر أيضًا لا 19:16). وإجراء العدل هو – في الحقيقة – جزء من السير مع الله وانعكاس لمحبته التي لا تتغير (ميخا 6: 8)، فهو جزء لا يتجزأ من الواجب أدبيًا ودينيًا (حز 18:5– 9 أنظر أيضًا إش 56:1 و2). فإجراء العدل هو الدفاع عن حق المسكين والفقير والمظلوم، والاستماع إلى صراخهم (أنظر أي 29:12، مز 18:6) والإقرار بحقوقهم ومعاونتهم للحصول عليها (أنظر أي 29: 15– 17، ام 29:7)، والتعامل بروح الإنصاف (أنظر تث 24:10– 13) وبعدم محاباة أحد (أنظر يع 2:1– 7) والعناية بالجياع والعطاش والعراة (أنظر مت 25:31– 46).
وعدم إجراء العدل يعمي الناس عن رؤية عدالة الله الرحيمة وخلاصه العجيب (إش 59:4 و9– 11 و14) أنظر أيضًا أم 21: 3، يع 2:13). ولكن بالتوبة يمكن أن يشرق مجد الله على حياتهم مرة أخرى (عا 5:14 و15). و"فعل العدل والحق أفضل عند الرب من الذبيحة" (أم 21:3 انظر أيضًا هو6:6) لأنه بدون العدل، يصبح لا قيمة للذبائح والسبوت وسائر الواجبات الدينية (إش 1:11– 17، 58:1– 7، مت 23:23).
  رد مع اقتباس