عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 06 - 2012, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ملف كامل عن دير المحرق ( جبل قسقام )

تابع رؤساء الدير

+ الأنبا باخوميوس الثاني ( 1947 ـ 1962م )

ملف كامل عن دير المحرق ( جبل قسقام )

ولد هذا الأب في قرية الزرابي إحدى قرى مركز أبو تيج بمحافظة أسيوط وترهب بدير المحرق بأسم الراهب تاوضروس شحات المحرقي. نال نعمة الكهنوت ثم أختير للخدمة في أحدى الكنائس بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية حيث أوكل إلى رهبان دير المحرق الخدمة الرعوية في هذه الابروشية وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ثم عمل كوكيل لمطرانية منفلوط ثم كاهناً لكنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا مصر وبعد عودته للدير أختير ناظراً للمدرسة اللاهوتية ( التي أنشئت بالدير على يد الأنبا باخوميوس الأول في أواخر القرن التاسع عشر ). وصار سنداً وعوناً لجميع من عاصرهم من رؤساء الدير أمثال : القمص تادرس أسعد المحرقي، والأنبا أغابيوس الأول أسقف ديروط، والقمص أثناسيوس عوض المحرقي. فكانوا ينتدبونه نيابة عنهم لحضور المجمع المقدس وذلك لضلاعته في العلوم الكنسية واللاهوتية حيث كان يجيب على الأسئلة الموجهة إليه في أعقد المسائل اللاهوتية بسلاسة وقوة أقناع. أختير القمص أثناسيوس عوض المحرقي آخر الرؤساء الذين عاصرهم صاحب السيرة مطراناً بأسم الأنبا باخوميوس وذلك على كرسي النوبة وعطبرة وأم درمان وخلا منصب رئاسة الدير نتيجة هذا الأختيار فأجمع الآباء الرهبان على أختيار القمص تاوضروس شحات صاحب السيرة رئيساً للدير وذلك عام 1947م.
في عام 1948م تمت سيامته أسقفاً ورئيساً للدير المحرق العامر بأسم الأنبا باخوميوس ( وتميزاً له عن الأنبا باخوميوس أسقف الدير السابق ( 1896 ـ 1928 م ) لُقب صاحب السيرة بأسم الأنبا باخوميوس الثاني أو الصغير ـ والأنبا باخوميوس الذي يسبقه بالأنبا باخوميوس الأول أو الكبير ). كان هذا الأب صاحب السيرة ( الأنبا باخوميوس الثاني ) لا يتهيب المواقف قوي الحجة ذا ذكاء وعبقرية فذة، وأما عن مقدرته الوعظية فإذا وقف على المنبر للوعظ يملك المشاعر لشدة تأثيره على المستمعين مبكتاً إياهم على خطاياهم ومظهراً عظمة الأبدية والملكوت.وقد أجتمعت في شخصيه كل الصفات الجميلة وظهر حذقه وحسن أدارته سواء في الإدارة العملية للدير وأوقافه ونظامه أو في الإدارة الروحية بحسن قيادته الروحية لرهبان الدير. ووضع أمام عينه وصية سيده التى قال فيها : " ما فعلتموه بأحد أخوتى الأصاغر فبى قد فعلتم" ( مت 25 : 40 ). فكان لا يدخر جهداً في عمل الخير فلا يرد سائلا جاء إليه. إن كان فقيراً يغدق عليه بالمال ويسد حاجته، وإن كان غنياً فيجد عنده أجابة لسؤاله أو ما يبغيه من مشورة مفعمة بالروحانية والشهامة والعلم الغزير حتى أن كثيراً من وجهاء القرى المجاورة للدير وأراخنتها كانوا يحتكمون إليه ليفض منازعاتهم ويوفق بينهم فلا يرفضوا له طلب ولا يخذلوا له كلمة. وكانت له مهابة تجعل أعتى العتاة يقف أمامه خافض الرأس خجلاً مستكيناً ومجيباً لطلبه مهما تحمل نتيجة ذلك من مشاق.
وقد كان الأب الأسقف صاحب السيرة سبّاقاً في مجالات التنمية عاملاً على تعليم الفقراء، إجادة الأعمال ليأكلوا منها بدلاً من السؤال، فأنشأ المشاريع النافعة والمدارس للتعليم. أما عن رعايته للرهبان فنجد ـ في ظل أبوته ـ منهم الدارسين والمعلمين والمشرفين على جميع الأعمال الخاصة بالدير. ومن أهم أعماله التى قام بها أثناء فترة رياسته:
1 ـ أكمل بناء مساكن الرهبان التى بدأها الرؤساء السابقون.
2 ـ أدخل التيار الكهربي إلى مساكن الرهبان وإلى سائر مباني الدير.
3 ـ أصلح الأراضي البور والبرك برزقة الدير وزرع منها عشرة أفدنة.
4 ـ عمل بهمة ونشاط على أستصلاح أطيان كاروت وقام بشراء ماكينات ري حتى أثمر المشروع.
5 ـ غرس حديقة جديدة مساحتها عشرون فداناً وأخرى للفاكهة مساحتها أربعون فداناً.
6 ـ أشترى عشرين فداناً من أجود أطيان التمساحية.
7 ـ ردم بركة ماء كبيرة كانت أمام الدير من الجهة البحرية الشرقية.
8 ـ سيم في عهده سبعة من الأباء الرهبان.
9 ـ أما أعماله العلمية
+ أنشاء المدرسة الابتدائية والمدرسة الإعدادية في رزقة دير المحرق وقد صارت من أولى المدارس من حيث نتائجها.
+ أنشاء مدرسة بالمنشية الكبرى بمباني الحجر الدبش والخرسانة المسلحة على الطراز الحديث.
+ جدد مدرستي السراقنا والتمساحية.
+ أحضر المدرسين اللازمين للأربعة مدارس بمرتبات من الدير وذلك لتعليم أبناء البلاد المجاورة لمنطقة الدير
10 ـ أما عن الجوانب الخيرية:
المتفحص لحياة الأب الأسقف الأنبا باخوميوس ( 1947 ـ 1962 ) رئيس دير المحرق صاحب هذه السيرة العطرة يجد إن كثيراً مما قاله رب المجد عن أولئك الذين يقدمون يد المعونة والمساعدة سواء كانت مادية أو معنوية تنطبق عليه. فقد كان لنيافته الدور البارز في تعضيد الجمعيات الخيرية منها ما أسهم في تأسيسها أو بأشتراكات مستديمة أو مساعدات وقتية. ويتضح ذلك من الرسائل التى أرسلت إلى نيافته والمحفوظة بالدير، يشكرونه فيها على ما قدمت يده الكريمة من مساعدات طالبين من الله له موفور الصحة ودوام أبوته الحانية. فقد كان صاحب السيرة أباً رحيماً خيراً لا يرد سائل عن طلب معونة لإجتياز محنة صعبة أو معونة مادية عاجلة. بل إن أُسر كثيرة كانت تأخذ معونات مستديمة. وطلبة فقراء كان يتبناهم في سنواتهم الدراسية فقد كان نعْم الأب لهم لذلك لاشك أن هذا الأب المكرم قد نال ما وعد به رب المجد لمثل هؤلاء الذين قال لهم " تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم ... لأني جعت فأطعمتوني، عطشت فسقيتموني، كنت غريباً فآويتموني، عريان فكسوتموني، مريضاً فزرتموني، محبوساً فأتيتم إلىّ،... " ( مت 2 : 34 ـ 40 ).

كما كان نيافته من السباقين إلى مد يد العون إلى أصحاب الكتب القيّمة التى لا تجد طريقها إلى النشر لعجز مادي. فقد كان لهم نِعْم المعين لنظرته البعيدة التى ترى أن الكتب والمنشورات القوية الدينية والعقائدية تُثري الوعى الديني وَالثقافي عند الشعب القبطي، مما يؤدي ذلك إلى وجود إدراك ووعى قوي لديهم يستطيع أن يقف ضد البدع والهرطقات والأفكار الدخيلة. فقد كان صاحب السيرة لا يتوانى في تقديم يد المساعدة حتى تخرج هذه الكتب إلى النور فيرسل أصحابها رسائل شكر لنيافته.
وفي 21 فبراير 1962 م أنعقدت هيئة الأوقاف القبطية وأستعرضت موضوع نظارة أوقاف دير المحرق وقد رأت كما ذكر في قرارها الرسمي أن حالة صاحب النيافة الأنبا باخوميوس الصحية ( صاحب السيرة ) لا تمكنّه من القيام بأعباء النظارة على الوجه الأكمل لذا ترى الهيئة ضرورة تعين ناظر على أوقاف الدير منضماً لنيافته مع إذن الناظر الجديد بالانفراد بالإدارة وقررت الهيئة تعيين جناب القمص قزمان المحرقي لهذه المهمة. وفي 25 سبتمبر 1964 م الموافق 15 توت 1681 شهداء تنيح هذا الأب الفاضل منتقلاَ من الحياة الأرضية ولسان حاله يقول مع بولس الرسول: " قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل... " ( 2 تى 4 : 7 ).


  رد مع اقتباس