ثالثًا : الأعداد الكبيرة في العهد القديم:
هناك بعض الأعداد الكبيرة في العهد القديم تدعو إلى التساؤل مثل: أعمار الآباء الأوائل المذكورين في الأصحاح الخامس من سفر التكوين، وعدد الإسرائيليين الذين خرجوا من مصر (نحو ست مئة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد – خر 12: 37) وتعداد الأسباط كما جاء في ( الأصحاحين الأول والسادس والعشرين من سفر العدد) والتعداد الذي اجراه داود (1.300.000 محارب من إسرائيل ويهوذا في 2 صم 24: 9 او 1.570.000 في أخ 21: 5) وعدد الأغنام التي وذبحت للرب في أيام الملك آسا (7.000 من الضأن– 2 اخ 15: 11). والمركبات التي جمعها الفلسطينيون لمحاربة إسرائيل (30.000 مركبة 0 1 صم 13: 5).
وقد حاول بعض العلماء حل هذه المشكلة بتفسير كلمة " ألف" (وهي: "إلف " في العبرية) بأنها لا تعني 0 في هذه المواضع – " ألفًا " بمعناه العددي المعروف، بل قد تعني مجموعة أو عشيرة، بل يزعم البعض أنها قد تعني " قائدًا " او زعيمًا " أو " بطلًا " أو وحدة عسكرية " وبخاصة في الإحصائيات العسكرية. وفي الحقيقة وردت كلمة " إلف " بمعنى "عشيرة" (قض 1: 25، 6: 15)، ولكن من الواضح أيضًا أن هذا لا يمكن أن ينطبق على الإحصاءات الواردة في الأصحاحين الأول والسادس والعشرين من سفر العدد، وذلك للأسباب الآتية:-
(1) أن معظم الأعداد تشمل المئات والألوف.
(2) كان المعدودون من سبط جاد 45.650 (عد 1: 25). وهو عدد يشمل العشرات والمئات والآلاف (انظر خر 18: 21).
(3) كما أن مجموع التعداد تم على أساس أنها تعني " ألفا " وليس سبطًا أو عشيرة أو غير ذلك من الفروض السابق ذكرها (انظر عد 1: 46، 2: 32، 26 : 51).
ويجب ملاحظة أن هذه الأعداد الضخمة الخلاصة بتعداد بني إسرائيل عند الخروج تشير إلى القوة التي يمكن تجنيدها من السبط، وليس بالضرورة عدد المجندين فعلًا في الجيش العامل ولعل هذا ينطبق على الكثير من الأعداد الكبيرة للجيوش في العهد القديم.