عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 09 - 2016, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,842

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس بورفيريوس الرَّائِي (1906-1991)

زيارة النّعمة الإلهية له:
ذات يوم، حوالي السّاعة الثالثة والنّصف فجرًا، ذهب نيكيتا إلى الكنيسة الكبرى، كنيسة الثالوث القدّوس، لحضور الخدمة. وصل باكرًا قبل قرع الأجراس. لم يكن هناك أحد داخل الكنيسة. جلس في المدخل تحت الدرج وأخذ يصلّي. بعد قليل فُتح باب الكنيسة ودخل راهب طويل مسنّ، هو الشيخ ديماس*. عندما دخل، تفقّد المكان بنظره فلم يرَ أحدًا، فأمسك بمسبحته وأخذ يصنع السّجدات الكبيرة بسرعة مردِّدًا: ”يا ربي يسوع المسيح ارحمني... أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا“. بعد قليل دخل في ذهول دون إرادته، فوقف فاتحًا يديه بشكل صليب محاطًا بالنّور الإلهي. فإذا بالنّعمة تنتقل إلى نيكيتا فورًا فدخل في حالة الشيخ للحال. تأثر كثيرًا وأخذ يبكي. يقول القدّيس بورفيريوس:” لا يوجد كلام يستطيع التعبير به عمّا جرى له. إنّه سبي من الله. لا يمكن شرح هذه الأمور على الإطلاق. إذا حاولتُ شرحها أُخطئ. كلا، كلا لا يمكن شرحها ولا في الكتب، لا يمكن إدراكها... يجب أن تكون مستأهلاً لكي تفهمها“.
من تلك اللحظة أخذت المواهب تتضاعف عند الراهب نيكيتا. وأوّل إعلان لها كان عندما رأى الشّيخَين قادمين من طريق بعيد خلف الجبل. رآهما كأنّهما بقربه. وقد أعلم شيخه بالحادث فأوصاه ألا يعطي أهميّة للموضوع. لكنّه أصبح أكثر فطنةً وحفظ معظم القوانين وكلّ كتاب المزامير. أصبح يرى أمورًا كثيرة وينتبه لكلّ شيء. انفتحت عيناه وأذناه، فصار يميّز الحيوانات والعصافير على أنواعها. ٱنفتح أنفه وكان يشمّ كلّ شيء ويتبيّن الرّوائح بدقة متناهية. أصبح إنسانًا جديدًا: يجعل كلّ ما يراه صلاة، يرى، يسمع، يشُم كل شيء بنعمة الله... يتأثر، يتخشّع ويصلّي. يصف القديس هذه المرحلة قائلاً: ”كنت أعيش ضمن النّجوم، داخل الأبدية، في السّماء...“.
  رد مع اقتباس