ذهب وفي نيّته الاتجاه إلى الجبل المقدّس. في الطريق اعترته كآبة شديدة: كيف سيغادر العالم من دون عودة، وسيفتقده أهله ويحزنون. لذا لم يكمل طريقه بل عاد إلى بيرية. بعد هذه المحاولات، ٱتّخذ قرارًا حاسمًا بأن يذهب دون عودة وصمّم على عدم الخروج من المركب المتّجه إلى تسالونيك. كانت هذه المرة الثالثة والأخيرة. عندما وصل المركب إلى تسالونيك، بقي إيفانجيلوس النّهار بكامله على ظهر السّفينة طالبًا من أحدهم إحضار الطعام له. وبعد الظهر بدأ الرّهبان بدخول المركب... كانت هذه أوّل مرّة يرى فيها رهبانًا يرتدون جببًا. دخل السّفينة مع الجمع شيخٌ وقور ذو لحية طويلة يحمل أكياسًا. اقترب من إيفانجيلوس وجلس على مقعد وطلب منه أن يجلس بقربه، ثم سأله عن وجهة سيره. فقال له إيفانجيلوس إنّه ذاهب إلى الجبل المقدّس للعمل. فعرض عليه الشيخ أن يذهب معه إلى كافسوكاليفيا، إلى منسكه، حيث يعيش مع أخيه. وافق الصّبي، إلا أنّ الجبل المقدّس يمنع دخول الأولاد الصّغار، لذلك ٱدّعى الشيخ أنّ إيفانجيلوس هو ٱبن أخته وقد تيتّم وعليه الاعتناء به.