عاد ابونا إلى الكنيسة وانفرد بنفسه داخل مكتبه ..
ورفع سماعة التليفون وادار القرص برقم تليفون إعتاد ان يتصل به من حين لاخر
فرد عليه الجانب الآخر وكان أبيه ومرشده الروحى ابونا (ع)
فقال له ابونا (...) :انا عايز اقابل قدسك حالا عندى كلام كتير لازم اقوله لقدسك ولا استطيع ان اؤجله
فرد عليه ابيه الروحى بانه فى إنتظاره ...
وماهى إلا 12 دقيقة فقط حتى كان ابونا (...) فى منزل ابونا(ع)
فارتمى ابونا (...) فى حضن ابيه
يُقبله بلهفة وانفردا كلاهما فى حجرة المكتب
ما رأيته ياابى لم ارى مثله من قبل ...
بدأ ابونا (...) يحكى لأب اعترافه عن امور كثيرة فى منتهى العجب
فقال : ليلة الاحد الماضى كنت فى الكنيسة مع الشباب والخدام نُعد لمؤتمر روحى بسدمنت الجبل
وبعد ان انهينا اعمالنا كانت الساعة قد قاربت 12 مساءاً
وانصرفنا كل الى بيته لينال قسطا من الراحة ... واويت الى فراشى ومن فرط التعب اُخذت فى نوم عميق جدا
ورأيت فى نومى البابا كيرلس السادس يحدثنى قائلا لى
" ياابانا بكره انا جايلك فى المؤتمر وهاعرفك على شخصية مُهمة تُعتبر بركة لك وللكنيسة
وهتقوم بمهمة كبيرة ...
لكن خلى بالك من كل حاجة هاتشوفها ولا تخبر بها احد سوى مُرشدك الروحى بعد عودتك من المؤتمر
" وانهى ابونا القديس حديثه ولم أكن له إلا مستمعاً مُطيعاً
فقد كنت استمع فقط إلى ما يقوله لى القديس ولم اجبه بشىء
ولكن صمتى كان فرحة بالبابا كيرلس كما كان دهشة من منظر قداسته المهيب
الذى بدى لى واقفا فى خرائب ووسط قبور
ان ما رأيته فى نومى لم ارى مثله من قبل ياابى
اخذ يحكى ابونا (...) ما حدث فى اليوم الاول للمؤتمر لأبيه الروحى
وانه بعد انتهاء المحاضرة الأولى خرج الجميع للخلوة وخرج هو مثلهم للخلوة واخذ معه كتابه المقدس
وخرج خارج الدير وساقته قدماه الى خلف الدير
حيث توغل داخل المقابر المُنتشرة هناك
ويقول ابونا : اخترت لنفسى مكانا منعزلا فوق احدى هذه المقابر وجلست فوقها اقرأ فى الكتاب المقدس
ثم قمت فى طريقى اسير بين المقابر واردد ترنيمات معزية للنفس
ولاسيما قصيدة يا صديقى لقداسة البابا شنودة
وبينما انا اردد هذه الترنيمات وجدتنى واقفا امام كومة ليست قليلة
من العظام والجماجم وبقايا الانسان
بعضها يبدو قديم جدا والبعض الاخر يبدو اقل قدما
كان الذباب الازرق يحط على هذه العظام واصواته المزعجة تثير النفور فى نفسى
فاخذت اهش الذباب عن نفسى وبينما انا فى ذلك ...؟؟
إنتظروني غداً لنُكمل بمشيئة الرب