نقول هذا لأننا نريد أن ننبّه إلى أن الرب يسوع المسيح وحده، دون سائر البشر- بمن فيهم مريم- كان حرّاً من الموت ومن دون أي ميل إلى الخطيئة. كما نلفت إلى أن مريم، والدة الإله، كانت طاهرة لا بسبب خلوّ الطبيعة البشرية التي اتخذتها من أي نزعة إلى الخطيئة، بل لأنه، شخصي، كانت بارّة، لا بل أبرّ أهل الأرض، زهرة البشرية بكل معنى الكلمة، وكذلك لأن الروح القدس حلّ عليها وقوة العليّ ظلّلتها (لوقا35:1).
هذا هو موقف كنيستنا الأرثوذكسية. وليس هذا هو موقف الكنيسة الكاثوليكية التي تدعي أن مريم، من لحظة الحبل به، كانت حرّة من الموت ومن أي نزعة إلى الخطيئة، تماماً كالرب يسوع المسيح نفسه له المجد. أي أن مريم، بلغة الكنيسة الكاثوليكية، كانت حرّة من "الخطيئة الجدّية". هذا هو مضمون عقيدة الحبل بلا دنس عند الكاثوليك، التي أعلنت كعقيدة ملزمة، لأول مرة، بعدما كانت رأياً في الكنيسة، في8 كانون الأوّل سنة 1854م.