فغضب وأشاح بوجهه عنه قائلاً:"لست أطيق مجادلتك. ليست هذه عادتنا!" فسأله دانيال: "بمَ تنصحني أنت يا أبتي؟" فأجاب: "بأن تذهب إلى القسطنطينية. هناك تجد مبتغاك، والرب الإله يرعاك!". عند هذا الحدّ من الكلام بلغ الراهبان ديراً وكان النهار قد أمسى، فسأل دانيال الشيخ: "أنبيت في هذا الموضع؟" أجاب: "أجل! أدخل أنت أولاً وأنا أتبعك!" فدخل دانيال وانتظر فلم يوافه الشيخ. فخرج وبحث عنه فلم يجده. سأل عنه فلم يقل له أحد إنه رآه. فتحيّر دانيال وأخذ يضرب أخماساً بأسداس. بات دانيال ليلته في الدير. وفي نصف الليل إذ كان الجميع نياماً جاء"الشيخ في رؤيا وقال لدانيال: "اعمل ما أوصيتك به!" ثم فارقه. وفي اليوم التالي تساءل دانيال: "من يكون هذا الشيخ؟ أملاكاً أم "إنساناً؟!" ولما لم يجد جواباً وجّه طرفه ناحية القسطنطينية وارتحل.