غيرته الإيمانيّة:
لم تكن العلوم الإنسانية مألوفة لقدّيس الله لكنّه كان يعرف الكتاب المقدّس جيّداً. وإذ حدث، مرّة، أن التقى أساقفة قبرص معاً قام فيهم تريفيلوس، أسقف "لادري"، واعظاً. تريفيلوس، حسبما أورد القديس إيرونيموس، كان أبلغ خطباء زمانه. فلما عبر بالقولة الكتابية "قم احمل سريرك وامش" استعمل عوض لفظة "سرير" الكتابية باليونانية لفظة أخرى متأنّقة لعلّه حسبها أفصح من الأولى وأدق وأوفق. فاستهجن قدّيس الله فعلته وأن يُظن أنه يضيف بذلك نعمة إلى بساطة الكلام الإنجيلي، فوقف سائلاً معترضاً إذا كان الواعظ يعرف اللفظة الموافقة أكثر من الرسول نفسه، صاحب الإنجيل؟