وكرّت الأيام، خمسة عشر عاماً، انصرف العائدون خلالها كل إلى شؤونه الخاصة. بنوا بيوتهم وبيت الرب نسوه. ألفوا تأجيل عمل الرب ولم تعد ضمائرهم تبكّتهم. استهانوا به وتعلّلوا بعلل الخطايا فبقي خراباً. فقام حجّي ونخسهم بمنخس كلمة الله.
هذا ما يقوله الرب الإله لكم:
"فكّروا في مصيركم". تفكّروا في ما آلت إليه حالكم. لم تعد بركة رب القوات عليكم. السماء حبست الندى والتربة الغلة. الأرض قحلت وكذلك الجبال. "زرعتم كثيراً واستغللتم قليلاً. أكلتم ولم تشبعوا. شربتم ولم ترتووا. اكتسيتم ولم تدفأوا. والذي يأخذ أجرة يأخذها في صرّة مثقوبة" (6:1). يركض الشعب وراء الرزق والرزق يهرب منه. لماذا؟ لأنهم سكنوا في بيوت مسقوفة وبيت الرب خرب. اهتمّوا بما لأنفسهم وتركوا ما للرب. ليس لله بيت في وسطهم. لم يعد ساكناً بينهم. غادرتهم البركة. فلا حلّ لهم ولا يرضى الله عنهم إلا إذا بنوا الهيكل من جديد. "أعيدوا بناء البيت فأرضى به وأظهر فيه مجدي. قال الرب" (8:1).
ونبّه الرب الإله روح زربابل ويشوع وبقية الشعب فانتبهوا. خافوا فباشروا العمل في ثلاثة وعشرين يوماً.