+ استشهاده:
اقتيد الشهيد إلى مرفأ سلفكية على بعد ستة عشر ميلاً من أنطاكية. هناك آثر الجنود الطريق الطويل بدل الطريق المباشر إلى رومية. لماذا؟ لا نعرف. ربما ليزرعوا الرعب في نفوس المؤمنين. توقفوا في أزمير ثم سافروا إلى طروادة فإلى نيابوليس في مقدونيا فإلى فيلبي، ثم عبروا أبيروس سيراً على الأقدام، ثم سافروا بحراً من دلماتيا فعبروا بريجيوم وبوتيولي فإلى القاعدة البحرية في أوستيا عند مصب نهر التيبر، على بعد ستة عشر ميلاً من رومية. من هناك أسرع به الجند إلى المدرج الروماني. بلغوا المكان في اليوم العشرين من شهر كانون الأول، وكان آخر أيام العروض والتسليات العامة. سلّم الجند السجين إلى والي المدينة مع الرسالة القيصرية. فأمر الوالي بسوق رجل الله إلى الحلبة طعماً للأسود. دخل القديس إلى الموضع بثبات وفرح. كل ما حلم به بات الآن على مدّة يد. إنها فرصة العمر ليصير تلميذاً حقيقياً للمسيح. حمل نفسه قرباناً على مذبح الشهادة. تقدّم ليواجه الوحوش كما ليطأ عتبات الملكوت، فانقضّ عليه أسدان وافترساه ولم يتركا منه غير عظامه العريضة. قال عنه القديس يوحنا الذهبي الفم أنه طرح نفسه للوحوش كما يطرح المرء ثوبه عنه. وقد جمع المؤمنون من عظامه ما تيسّر وعادوا بها إلى إنطاكية حيث أودعت القبر خارج أبواب دفني. ثم في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني الصغير (408-450م) جرى نقلها إلى كنيسة في إنطاكية المدينة. وفي العام 637م، أيام الإمبراطور البيزنطي هرقل، أُخذت رفات القديس إلى رومية، بسبب سقوط إنطاكية بيد العرب المسلمين. وقد استقرّت في كنيسة القديس اكليمنضوس هناك.