(3) شروط عامة:
كان أسلوب معاملة العبيد يتوقف على شخصية سادتهم، فكان يمكن أن يكون العبد موضع ثقة سيده (انظر مثلًا تك 24، 39: 1-6). وأن تكون بينهما مودة صادقة تدعو للتضحية (خر 21: 5، تث 15: 16). وكان السيد يملك تأديب العبد تأديبًا صارمًا بشرط ألا يؤدي إلى موته، وإلا تعرض السيد لعقوبة القتل (خر 21: 20 و21، لا 24: 17 و22).
ويحتمل أن العبيد عند العبرانيين كانوا يحملون سمة ظاهرة مميزة (كما كان عند بعض البابليين). وكان يمكن للعبد-في بعض الحالات-أن يحتكم للقانون. ولكن كان يمكن لسيد قاسٍ أن يتخلي عن العناية بعبده إذا مرض، كما فعل الرجل العماليقي مع عبده المصري (1 صم 30: 13). وفي أيام الآباء، كان يمكن لرجل لا أولاد له، أن يتبنَّي عبده ويجعله وارثًا له (انظر تك 15: 3)، أو يزوجه ابنته كما فعل شيشان مع عبده المصري (1 أخ 2: 34 و35).
ويسجل التاريخ القديم الكثير من أحداث محاولة العبيد الهروب من أسيادهم، ولكن من يساعدهم على ذلك أو يأويهم، كان يتعرض للقصاص. ولكن العبيد الذين كانوا يستطيعون الهروب إلى بلاد أخري، كانوا ينجون، إلا إذا كان بين بلادهم والبلد الآخر معاهدة تختص بمثل هذه الحالات، كما حدث في حالة شمعي بن جيرا البنياميني عندما أتي بعبديه الهاربين، من عند أخيش بن معكة ملك جت (1 مل 2: 39 و40). وقد نهت الشريعة عن تسليم هذا العبد لمولاه (تث 23: 15 و16).
(4) العتق: كانت الشريعة اليهودية تقضي بعتق العبد العبراني، بعد ست سنوات (خر 21: 2، تث 15: 12 و18). كما كانت تقضي له بالتعويض عن عاهة أحدثها به سيده (خر 21: 26 و27). وإذا تزوج الرجل أمة عبرانية ثم قبحت في عينيه، أو إذا أنقص من طعامها أو كسوتها أو معاشرتها لزواجه من أخري، فإنها تطلق حرة (خر 21: 8 و11). كما أن العبراني الذي كان يبيع نفسه عبدًا، كان يخرج حرًّا في سنة اليوبيل، كما كان يمكن فكاكه من العبودية لسيده الأجنبي، بدفع فديته في أي وقت (لا 25: 39-43 و47-55). كما أن الأمة كان يمكن أن تعتق بالزواج (تث 21: 10-14).