[walaa farouk]

قالت صديقتي .. شاهدت في احد المسلسلات مشاهد عن التسامح ، و اريدك ان تكتبي عن التسامح .."
اممممم .. سأحاول ربما .. امم ما الجديد في التسامح ليكتب عنه ؟!
اشعر اني طالبه في اعدادي تكتب موضوع التعبير عن "التسامح ".
و لكن صديقتي لا تقصد تعبيراً جميلاً .. ولا اظن خبراتنا الحياتيه تحتمل ذلك ..
بل كلنا نحتاج ان نسامح و نحتاج ان نطلب السماح في ذات الوقت..
كلنا نُخطئ و يُخطأ في حقنا !
كلنا هذا الدائن و كلنا ذاك المدين !
عندما كنت طفله لم أكن أحتمل ذنباً في صدري أكثر من دقائق ، فكان الاعتذار أكبر الابواب و أوسعها ، و أشرقها.. كانت كلمه آسف وحدها تكفي لإذابه كل الاخطاء ..
وعندما تركت الطفوله الجميله السهله .. أصبحت الاخطاء هماً و الاعتذار .. كسرة !
و بين هم الذنب و كسرة الكبرياء حفره نجتمع فيها جميعاً !!
الحل البديل أن لا نخطئ كي لا نضطر للاعتذار و كي لا نحمل حجر الذنب على قلوبنا !
و مع الوقت ادركت ان الحل البديل ليس حلاً على الاطلاق . فكل بشر.. خطَّاء !
مضطرين جميعاً ان نتعلم حالة جديده !!!
حالة التسامح ..
و حالة التسامح تبدأ في داخلنا حين ندرك اننا جميعاً " قد " نخطئ نفس الاخطاء "اذا" توافرت لنا "نفس" الظروف.. واننا لسنا بقدر العظمه و المثاليه التي قد نرى بها انفسنا ..
وان كرامتنا ليست نقيه السلاله بحيث لا تُمس و لا يجب ان تُجرح !!
ربما لو إحتجت لسرقت
ولو إغتظت لقتلت
ربما لو أُهنت أرد الاهانه بأسوأ منها
ربما دبرت المكائد و نصبت الفخاخ انتقاماً..
فهل نسامح الغير اذاً؟
هل نسامح اقرب الناس لنا ، اب او اخ او زوج
( زوجة) او حماة او صديق او زميل ؟
هل نسامح علي الكذب ، الخيانه، الاهانه؟
نحتاج ان نرتدي ثوباً وديعاً متواضعاً و نساعد الله في شفاء تائب ..
ان نشترك معه في علاج الاخرين
ان نحتمل احبائنا قبل اعدائنا ؟
ان نغفر و ننسى كما يغفر الله و ينسى ؟
تعلمنا و نحن اطفال ان نصلي قبل النوم و ان نصفي قلوبنا و ضمائرنا امام الله ..
"اغفر لنا ذنوبنا .. كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا .."
وتلك ليست "جمله شرطيه "فالله يغفر علي كل حال ،
و لكنها رد الجميل ..
جميل الله عليّٰ غفراناً.. و ارده اليه غفراناً !
ان كان الله يغفر سبع مرات سبعون مره( و اكثر ) ، سأغفر انا ايضاً سبع مرات سبعون مره ،
و ان كان يطرح اثامي في بحر و ينساها
سأطرح الاساءه في بحر و انساها
ان يغفر .. سأغفر .
ان ينسى ، سأنسى .
وقت لنتعلم التسامح و لنصلي ان نجد قلباً كريماً متسامحاً حين نحتاج واحداً .