[walaa farouk]

يمكنني البدء منذ أن كنت صغيرا يعيش مع أمه بعد وفاة أبي الذي توفى سنة 1992 ، حينما كنت في الصف الخامس الابتدائي، لا أتذكر لأبي سوى شدته في معاملتي، كنت طفلا ذكياً جداً لكنني انضممت في الإعدادي إلى شلة اعتادت أن تهرب من المدرسة، ورغم أنها لم تكن على نفس مستوانا الفكري والاجتماعي لكنني اصبحت عضواً في هذه الشلة، وبدأت اشرب السجائر، وتم فصلي من الدراسة وبدأت أسرق من البيت لشراء السجائر، وعندما عرفت أمي بذلك أصبحت تشتريها لي حتى لا أسرق.

تزوجت والدتي بعد وفاة أبي بقليل، وانتقلت للعيش مع جدي وانتقلت إلى مدرسة أخرى، وأول ما فعلته هو البحث عن شله فاسدة، وسرعان ما انضممت لها، وتكررت نفس سلوكياتي السابقة من شرب سجائر وسرقة، وللأمانة كان جدي يعطيني أموالاً كثيرة، لكنه توفي وأنا في الإعدادي وبعده بشهور توفت جدتي، وانتقلت مرة أخرى للعيش مع أمي التي كانت قد طلقت لكن أصبح هناك حاجز بيني وبينها لم استطيع تجاوزه، وكثيراً ما كنت انزل للشارع ليلاُ وتعرفت على أصدقاء آخرين اكبر مني، وكنت اسرق لأصرف عليهم لنذهب إلى السينما، وفى هذا الوقت أخذت أول سيجارة بانجو من صديق لي، ولم استطع تحملها في بادئ الأمر لكنني تعودّت عليها و بدأت بأخذ كميات كبيرة منها ثم بعد ذلك أخذت برشام، وأصبحت عضواً رسمياً في هذه الشلة، واعتدت على المخدرات وعلى السرقة لشرائها باستمرار ثم بدأت في تجريب الترامادول، وشعرت بأنه مخدر بيعمل دماغ صح، وبدأت بإفتعال مشاكل مع الأكبر مني، والذين كنت أخافهم من قبل لكني لا افعل ذلك إلا وأنا مبرشم، وبعد زيادة مشاكلي أصبحت معروف عند الحكومة، ودائم التردد على الأقسام وبدأت أشعر بأني زعيم كبير، وأصبح الناس يخافون مني وأصبحت أعيش كالمتسولين بعد مراقبتي من قبل الحكومة، وأصبحت لي علاقات جنسية متعددة.
وسافرت إلى ايطاليا وتكررت نفس المشاكل ودخلت السجن أيضاً وبعد أن وصلت للنهاية أو بلغتنا "جبت قاع" لجأت للسفارة ودخلت المستشفى، وبدأت أتعالج مع طبيب نفسي، ولم يستطيع التعامل معي فكان يعالجني بأسلوب إعطاء مخدر بديل وبالصدفة نقل لي احد الأشخاص في السفارة رسالة تبطيل، وبالفعل ذهبت إلى ديتوكس (مكان لسحب اعراض المخرات من الجسم) وبعدها انضممت إلى مجتمع علاجي، وكانت تلك هي المرة الأولى لي التي أرى فيها حب غير مشروط، حب دون مقابل، عندها بدأت التعامل مع نفسي، بدأت بفهم مشاعري.
والآن يمكنني أن أقول أن الحياة وأنا فايق أحلى وافضل بكثير، لقد أصبح لدي أمل في هذه الحياة وقد ادركت أن هناك هدف أعيش لأجله غير المخدرات.
هذا الهدف هو أنا...أنا

مُدمن مِبطل