(2) الأطعمة الحيوانية:
وكانت تشمل عسل النحل والدهون واللحوم. وكان عسل النحل البري يوجد في شقوق الصخور والأشجار وغيرها. وكان واسع الانتشار والاستخدام (تث 32: 13، قض 14: 8، 1 صم 14: 25، 2 صم 17: 29). وكانوا يستطعمون عسل النحل كثيرًا (مز 19: 10، أم 24: 13)، وكانت فلسطين بحق أرض " لبن وعسل" (خر 3: 8)، فقد ذكر تحتمس الثالث فرعون مصر، أنه أحضر معه مئات الجرار من العسل جزية من سورية وفلسطين في غزوتيه السابعة والرابعة عشر. كما يعدد سنوحي - الرحالة المصري في عهد الأسرة الثانية عشرة - ثروات فلسطين من الحبوب والخمر والزيت والعسل والفاكهة والماشية.
وكانت اللبن عنصرًا هامًا من عناصر الغذاء، مع منتوجاته من الزبد والجبن (انظر أم 27: 27، إش 7: 22، حز 25: 4 عن اللبن، تث 32: 14، قض 5: 25، مز 55: 21، إش 7: 15 و22 عن الزبد، 1 صم 17: 18، 2 صم 17: 29، أي 10: 10 ، أم 30: 32 عن الجبن). وكثيرًا ما كان اللبن يقدم للزائر المفاجيء كما حدث مع سيسرا (قض 4: 19، 5: 25).
وكان اللحم لا يؤكل عادة إلا في الأعياد والولائم فيما عدا بالنسبة للأغنياء الذين كان يمكن أن يكون على موائدهم بانتظام. فقد ذبح إبراهيم لضيوفه عجلًا رخصًا (تك 18: 7)، وقدم جدعون للملاك جدي معزي (قض 6: 19، انظر أيضًا 1صم 16: 20)، وقدمت أبيجايل - امرأة نابال الكرملي - خمسة خرفان هدية لداود (1 صم 25: 18).
ويقول الحكيم "أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة" (أم 15: 17). وكان ابنا عالي الكاهن الشريران يفضلان أخذ اللحم نيئًا ليشوى، عن أخذه مطبوخًا (1 صم 2: 13 - 15).
وقد نهت الشريعة عن طبخ الجدي بلبن أمه (خر 23: 19). ولعل ذلك كان لارتباط هذه العادة بذبائح الكنعانيين التي كانوا يقدمونها لأوثانهم كما جاء في وثائق " أوغاريت".
ونجد في سفر اللاويين ( 11: 1 - 23 و29 و41 - 47)، وفي سفر التثنية (14: 3 - 21 ) سجلًا بالحيوانات الطاهرة التي كان مسموحًا بأكل لحومها، والحيوانات النجسة التي لم يكن مسموحًا بأكلها. فكانت الحيوانات الطاهرة هي الحيوانات المجترة والتي تشق ظلفًا، وما عداها كان يعتبر نجسًا. كما نجد بيانًا بالطيور الطاهرة والطيور النجسة، والدبيب الطاهر والدبيب النجس. أما الأسماك الطاهرة فهي التي لها زعانف وحرشف، أما التي لا يتوفر فيها هذان الشرطان فكانت تعتبر نجسة.