المقارنة الثانية هي بين الإصحاح السادس من إشعياء والإصحاح 12 من إنجيل يوحنا. ففي سفر إشعياء يقول النبي استهلالاً بالآية 8 : “ثم سمعت صوت السيد قائلاً: من أرسل ومن يذهب من أجلنا؟ فقلت، هأنذا أرسلني فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعاً ولا تفهموا وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا. غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى.” ومن يقرأ الفصل كله يعلم جيداً أن الذي رآه إشعياء وتكلم معه إنما هوالسيد “يهوه” رب الجنود.
أما في العهد الجديد فيخبرنا يوحنا في الإصحاح 12 من إنجيله استهلالاً بالآية 37 قائلا: “مع أنه (أي يسوع) كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به”. وبعدها اقتبس في الآية 40 نبوة إشعياء التي أوردتها في الفقرة الأولى من هذه المقارنة الثانية. وعلّق يوحنا على الرؤيا التي رآها إشعياء فقال في الآية 41 : “قال إشعياء هذا حين رأى مجده (أي مجد المسيح) وتكلم عنه”. والنتيجة الحتمية التي نطلع بها من هذه المقارنة هي أن مسيح العهد الجديد هو يهوه العهد القديم بالذات.
المقارنة الثالثة هي بين الإصحاح الخامس والأربعين من إشعياء والإصحاح الرابع من أعمال الرسل. ففي المقطع الأخير من الإصحاح الخامس والأربعين من نبوة إشعياء يقول الله “أنا الرب ولا إله غيري. إله بار ومخلص ليس سواي”. ثم يتابع قوله: “التفتوا إلي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر”. ومن هذه الكلمات يتضح لنا أن الله وحده هو المخلص ولا آخر سواه. ولذلك يطلب من الأمم والشعوب أن يلتفتوا إليه بالإيمان ليخلصوا.