الفكرة الثالثة هي الطاعة. الحياة ضمن العائلة الواحدة مستحيلة بدون استعداد الأولاد للاستماع إلى أبيهم واحترام مشاعره وإرادته. غير أن الطاعة البشرية هي دائما ناقصة. أما طاعة المسيح للآب فهي كاملة ولا تشوبها شائبة، ولهذا استطاع أن يقول لأبيه وهو يصلي في بستان جثسيماني: “لتكن لا إرادتي بل إرادتك”. حتى وهو ابن اثنتي عشرة سنة قال لأمه: “ينبغي أن أكون في ما لأبي”.
الفكرة الرابعة والأخيرة هي المحبة. فالمسيح كما يقول يوحنا في رسالته الثانية هو “ابن الآب بالحق والمحبة”. وقد شهد المعمدان قائلاً: “إن الآب يحب الابن”. وفي الإصحاح 15 من إنجيل يوحنا نسمع يسوع قائلاً “أنا حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته”. والمحبة هذه هي محبة أزلية بين الآب والابن، لأن “الله محبة”.
أخي القاريء: – يمكنك أنت أيضاً أن تصير ابناً لله عن طريق الولادة الروحية بواسطة التوبة والإيمان بالمسيح. يقول يوحنا في الإصحاح الأول من إنجيله: “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه”. فمتى صرت ابناً لله صارت لك هذه الإمتيازات الأربعة التي أتينا على ذكرها ألا وهي المعرفة والطاعة والمحبة والشبه.